بالفيديو| "يوم أسود".. عام على اعتراف "ترامب" بالقدس عاصمة للصهاينة
المسجد الأقصى بالقدس
في مثل هذا اليوم من العام الماضي 6 ديسمبر 2017، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذكر أن السفارة الأمريكية من المقرر نقلها من تل أبيب إلى القدس، وشكّل هذا القرار تحوّلا بعيدًا عما يقرب من سبعة عقود من الحياد الأمريكي في هذا الشأن.
ولم يُشر دونالد ترامب في بيانه إلى القدس الشرقية كعاصمة دولة فلسطين في المستقبل إلا أنه قال إن اعتراف الولايات المتحدة لم يحلّ النزاع حول حدود العاصمة الإسرائيلية، وأعلن صراحة تأييده للحفاظ على الوضع القائم في المواقع المقدسة داخل البلدة القديمة.
ورفض غالبية قادة العالم قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ومن بين الحلفاء الأوروبيين الذين اعترضوا بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، كما وجّه البابا فرنسيس نداء يدعو إلى احترام جميع الدول لاحترام "الوضع الراهن" للمدينة، وأكدت فيديريكا موجيريني ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن جميع حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متحدة حول قضية القدس، وأكدت مجدّدا التزامها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا في 7 ديسمبر حيث أدان 14 عضوًا من أصل 15 قرار ترامب، وقال مجلس الأمن إن قرار الاعتراف بالقدس كان انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولكنّه لم يتمكّن من إصدار بيان دون موافقة الولايات المتحدة، وكان طلب الاجتماع الطارئ من قبل بوليفيا وبريطانيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وأوروغواي، وقبل فترة وجيزة من إعلان ترامب، في نوفمبر 2017، صوتت 151 دولة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفض العلاقات الإسرائيلية بالقدس، بينما رفضت ست دول القرار، وامتنعت تسعة دول عن التصويت.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "إن هذا القرار يمثل إعلانا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية السلام".
وأضاف أنّ قرارات ترامب تشجع إسرائيل على سياسية الاحتلال والاستيطان، بينما قال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس "إن القرار من شأنه أن يفتح أبواب جهنّم على المصالح الأميركية في المنطقة" داعيًا الحكومات العربية والإسلامية إلى "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الاميركية وطرد السفراء الأميركيين لإفشاله"، بينما وصف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلان بأنه "حدث تاريخي" يعكس التزام ترامب بتعهداته وأشاد بالقرار بأنه "شجاع وعادل".
وفي مصر أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي، رفضَ مصر لقرار ترامب وأية آثار مترتّبة عليه واعترض على "اتخاذ تدابير من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط".
وحذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من "اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى القدس"، قائلا: "لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق».، كما نظم الأزهر الشريف مؤتمرا على مدار يومي 17 و18 يناير 2018، في القاهرة، تحت شعار مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، بمشاركة عربية وإسلامية ودولية رفيعة، وبحضور ممثلين من 86 دولة.
وكانت الولايات المتحدة قد عارضت إعلان إسرائيل القدس عاصمتها في عام 1949 وعارضت خطة الأردن لجعل القدس عاصمة ثانية أعلنت في عام 1950، كما عارضت الولايات المتحدة ضم إسرائيل للقدس الشرقية بعد حرب 1967 واقترحت أن يكون مستقبل القدس موضوع تسوية تفاوضية، وقد حافظت الإدارات اللاحقة على نفس السياسة التي مفادها أن مستقبل القدس لن يكون موضوع إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تضرّ بالمفاوضات، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وفي عام 1995، أصدر الكونغرس قانون سفارة القدس الذي أعلن بيان السياسة بأنه "ينبغي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، كما نصّ مشروع القانون على أن السفارة الأمريكية يجب أن تنتقل إلى القدس خلال خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين، وقع كلُّ رئيس أمريكي تنازلا لمدة ستة أشهر، ممّا أدّى إلى تأخير هذه الخطوة.