«عالمة نابغة».. نجوى البدرى: مصر قدمت اكتشافاً مهماً فى علم الخلايا الجذعية
نجوى البدرى
جمعت بين الحسنيين، علم وجمال، فلا يوجد تعارض بين العلم ونظرياته المعقدة والاهتمام بجمال الشكل.
هذا ما فعلته الدكتورة نجوى البدرى، مدير مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدى، بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ومؤسس برنامج العلوم الطبية الحيوية منذ 2012، والتى غيرت الصورة الذهنية التى تصدّرها الدراما عن الرائدات فى مجال العلوم التطبيقية، فهى لا ترتدى نظارة طبية «كعب كوباية» ولا تلف خصلات شعرها فوق رأسها، على العكس من ذلك تطل بمظهر أنيق، وساعدتها ملامحها الأجنبية على الظهور بشكل مختلف، بخلاف ما تتمتع به من ذكاء حاد وبشاشة.
غيرت الصورة الذهنية التى تصدّرها الدراما عن الرائدات فى العلوم
فى مكتبها بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، تصطف مئات الكتب العلمية والمجلدات الضخمة المتخصصة والموسوعات الطبية والأبحاث العلمية التى أجرتها وأشرفت عليها، بخلاف ما تطلع عليه من أبحاث عبر الإنترنت، فهى دائماً تروى عطشها الدائم للعلم بالاطلاع على آخر ما نُشر من أبحاث فى الدوريات العلمية الدولية: «علم الخلايا الجذعية مبنى على الاهتمام بجسم الإنسان وكيفية عمله، هذا المجال الطبى الدقيق تخصصت فيه بعد أن تخرجت فى كلية طب القصر العينى بجامعة القاهرة وكنت من أوائل دفعتى، حصلت بعدها على درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية».
رحلة طويلة خاضتها «نجوى» مع الخلايا الجذعية، التى تبدأ عملها عندما تعجز الأدوية عن علاج بعض الأمراض المزمنة: «هذا التخصص المهنى بالغ الأهمية، وشهد تطورات كثيرة تبشر بمزيد من الحلول للمشكلات المرضية المختلفة، كمعالجة أنواع جديدة من الأمراض منها سرطانات الدم والثدى، وتخليق بديل للنخاع العظمى من الخلايا الجذعية بالحبل السرى، وتجارب معملية ناجحة فى علاج الجلطات المخية والقلبية.
أقابل بنات فى منتهى الذكاء أهاليهن يرفضون سفرهن لإكمال دراستهن وهذا يقلل فرصهن فى النبوغ
أما فى هندسة الأعضاء فتحرز بعض المراكز الطبية العالمية تقدماً هائلاً فى صناعة الجلد باستخدام الخلايا الجذعية وكذلك علاج تآكل الغضروف بحقن خلايا غضروفية جديدة، ومن المتوقع ظهور طرق لمقاومة الشيخوخة وتأخير ظهورها فى المستقبل».
ترى مديرة مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية أن مصر بها كنوز غير مستغلة، طاقة بشرية قوية، لكنها ليست مدربة بشكل كافٍ، وهذا ما حرصت على توفيره من خلال موقعها فى جامعة زويل: «لدينا طلبة يخضعون للتدريب طيلة 6 شهور على الأقل، حتى تكون لديهم قاعدة معرفية تساعدهم على الانطلاق بعد التخرج»، بفخر بالغ تقول: «لدينا طلبة كثيرون يتخرجون من جامعة زويل، لاستكمال دراستهم فى جامعات شهيرة مثل تورنتو وMIT».
تعتبر «نجوى» أن حصول مركز التميز بالجامعة على منحة تمويل قدرها 10 ملايين جنيه مصرى من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، من لحظاتها المفضلة التى لا تنسى: «تأكدت وقتها أننا نسير على الطريق الصحيح للتقدم، ولكن ينقصنا مزيد من الالتزام بتقاليد العمل.. فى الخارج الجميع يعمل بقلب وإخلاص وليس مجرد تسديد خانة»، لافتة إلى أنه على الرغم من صغر عمر المركز إلا أنه نجح فى التوصل إلى مخرجات بحثية عديدة، خاصة فيما يتعلق باكتشاف بداية تحول الخلية السليمة إلى خلية سرطانية، وهو اكتشاف طبى هام فى مجال الخلايا الجذعية.
المرأة كما ترى «نجوى» تعانى من أحمال وضغوط كثيرة على أكتافها: «أقابل بنات فى منتهى الذكاء أهاليهن يرفضون سفرهن لإكمال دراستهن، وهذا يقلل فرصهن فى النبوغ مستقبلاً»، بالإضافة لعدم المساواة فى توافر الوظائف: «هناك تعطيلات غير مبررة للسيدات فى التعيينات أكتر منها للرجال». ترى الحل فى تغيير نظرة المجتمع للمرأة: «يجب أن نساعدها لتنجح فى عملها».