بروفايل| كمال الملاخ.. «المؤسس»
صورة تعبيرية
نظرة ثاقبة تليق بخبير ببواطن الأمور.. ابتسامة هادئة تخفف من حدة نظراته، وتزيد من مظهره الجاد الوقور، رسم ملامحها المزيج بين الأبيض والأسود، مخلداً تلك اللقطة للأبد داخل إطار خشبى مزخرف، تراها بارزة متصدرة أحد جدران المعبد الذى أسسه وأعطاه النفحة الأولى من روحه، ويحتفل اليوم بعيد مولده الأربعين، بعد أن كان مجرد فكرة عابرة فى ذهنه ذات يوم، ليرتبط ميلاد «القاهرة السينمائى» باسم كمال الملاخ، الأب الروحى للمهرجان.
قبل الثورة العرابية بعام، على تلك الأرض الساحرة فى أسيوط، مد جذوره القوية، وجادت عليه بقوة أجداده العظماء، وفاضت بأسرارها لمولود عائلة الموظف وليم يونان، الذكر، الذى أُطلق عليه اسم «كمال»، والذى سيمنحه القدر نصيباً كبيراً من اسمه لاحقاً.
لعبت الظروف دورها عندما انتقلت العائلة إلى القاهرة، والتحق الشاب فى ذلك الوقت بكلية الفنون الجميلة قسم عمارة، ومن بعدها تحول إلى دراسة الآثار بتكليف من المستشار الفنى لوزير المعارف الدكتور طه حسين، آنذاك، حتى اكتشف واحداً من أهم الاكتشافات الآثارية «مراكب الشمس» عام 1954، والذى أحدث دوياً هائلاً وهو فى الـ36 من عمره، وهو ما ضمن له مجموعة واسعة من التكريمات والجوائز.
لم تتوقف إسهامات «الملاخ» عند هذا الحد، بل كانت مجرد البداية، خاصة عندما دخل مجال الصحافة، ومنها إلى صناعة المهرجانات، حيث كانت البداية فى تأسيس جمعية متخصصة برعاية الفن السينمائى فى مصر عام 1973، حملت اسم «الجمعية المصرية لكتّاب ونقاد السينما»، ولم يمر سوى 3 سنوات حتى انطلق بالدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائى ليكون بمثابة الفعالية السينمائية الأولى فى الوطن العربى، عام 1976.
كلها إنجازات أهّلته للحصول على جوائز هامة، منها جائزة الدولة التشجيعية، ووسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى، كما حصل على شهادة تقدير مهداة من الرئيس الراحل أنور السادات لجهوده فى مجال الإبداع الفنى فى عيد الفن عام 1978، وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 1984، وبالرغم من رحيله فى 1998 يظل اسم كمال الملاخ علامة بارزة فى الفن، والآثار، والصحافة، وغيرها من الفنون التى تمكن منها وأتقن أسرارها.