ماسح أحذية بإصبعين فقط: الإيد البطالة ناقصة
«عبدربه» يعمل بيده المعاقة
ذاق ألواناً من الألم والمرارة قبل 25 عاماً، لكن لا يزال وجهه مبتسماً، مقبلاً على الحياة، راضياً بحظه القليل من الدنيا.
عبدربه عبدالوكيل، 55 عاماً، تجبره طيبته وتلقائيته على التعامل ببشاشة وود مع الآخرين، يستقبل المارة بابتسامة رضا، رافعاً يده اليسرى ذات الإصبعين فقط، لإلقاء التحية المعتادة.
وسط هذه الطاقة الإيجابية، شىء ما يؤثر عليه سلباً، عندما يتذكر الحادث الأليم، الذى تعرّض له أثناء عمله فى أحد مصانع اللوحات الكهربائية، والتهام الماكينات يده، مما أدى إلى بتر 3 أصابع، وفقدان وظيفته ذات الراتب الشهرى المجزى، بطرد صاحب العمل له، قائلاً: «انت كده مابقيتش تنفعنا تانى فى المصنع».
لم يجد «عبدربه» مكاناً يقبل بإعاقته، رغم مهاراته فى استخدام يده دون أصابع، فقرر العمل كماسح أحذية فى ميدان التحرير. فى البداية وجد صعوبة بالغة فى العمل حتى استطاع التحكم بالفرشاة والأدوات الخاصة بتلميع الأحذية بإصبعيه: «زمان كنت مخلص أوى فى شغلى، ولما حصل اللى حصل ودونى المستشفى وعالجونى، لكن للأسف، مشونى وقالوا لى إحنا شغلنا زى ما أنت عارف، بقى صعب عليك، وانت بإيد واحدة».