الفلسطينيون وانتهاكات الاحتلال.. 70 عاما من البحث عن "الأرض والهوية"
شاب فلسطيني يقاوم دبابات الاحتلال بـ"الحجر"
في العام 1968 كتب شاعر العرب نزار قباني، يقول: "عشرونَ عامًا وأنا أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه، أبحثُ عن بيتي الذي هناك، عن وطني المحاطِ بالأسلاك، أبحثُ عن طفولتي، وعن رفاقِ حارتي، عن كتبي، عن صوري، عن كلِّ ركنٍ دافئٍ، وكلِّ مزهريّه".
وعلى رغم مرور 70 عامًا كاملًا على الاحتلال، يواصل الكيان الصهيوني انتهاكاته بشكل ممنهج بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وسط عجز دولي عن وقف تلك الانتهاكات المستمرة، كان آخرها فشل مجلس الأمن في اجتماعه المنعقد أمس الثلاثاء، في إصدار مجرد بيان يستنكر هذه الاعتداءات الوحشية.
«شلبي»: يطالب بالذهاب للأمم المتحدة بصيغة «الاتحاد من أجل السلم»
وقال علاء شلبي، رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن "الأمر معقد، ويستوجب تفعيل مشروع قرار عربي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة الذي توافق عليه وزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2014"، مؤكدًا لـ«الوطن» ضرورة السعي الجاد لتنفيذه.
وأضاف «شلبي»: "هذا موقف صلب، وحال تنفيذه سيحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه القضية، أما المفاوضات غير النهائية فلم تسفر عن شيء"، مُرجحًا أن مجلس الأمن لن يستطيع تمرير شيء ضد إسرائيل؛ بسبب فيتو الولايات المتحدة.
وأشار إلى وجود صيغة «الاتحاد من أجل السلم» والتي تستطيع تمرير ما تشاء حتى في حال رفض مجلس الأمن: «سيكون قرارها ملزمًا ونافذًا، لأن مجلس الأمن يمثل جزءًا من الأمم المتحدة، أما الجمعية العامة فإنها تمثل العالم كله».
وقال إن السلطة التي تملكها الجمعية العامة ومن بينها نحو 135 صوت مؤيد للقضية الفلسطينية، لن تتحرك إلا في وجود موقف عربي قوي يدفع في هذا الاتجاه، مُضلًا أن تنسحب السلطة الفلسطينية من اتفاقية أوسلو، وتبقى حكومة دولة فلسطين المعترف بها من أغلبية دول العالم، ولديها صفة المراقب داخل الأمم المتحدة.
وتابع: "على الحكومة الفلسطينية أن تتحرك بوتيرة أسرع لتحريك الملف أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإحالة عدد آخر من الملفات أمام هيئتها، أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية بموجب اتفاقية حظر الإبادة الجماعية؛ لأن بعض جرائم الاحتلال يرقى لمستوى هذه الجريمة، ولدينا خبراء قانون عرب نستطيع من خلالهم تقديم كافة الإثباتات على قيام دولة الاحتلال بالإبادة الجماعية لشعب الأراضي المحتلة".
«بالضيافي»: الصهيونية العالمية تسيطر على المنظمات الدولية
وقال الدكتور فاضل بالضيافي، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه لا يجب عقد الأمل على المؤسسات الرسمية الدولية أو غيرها لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف لـ«الوطن» أن الثقة لم تعد موجودة، ولا جدوى من هذه الهيئات، وأنه لا سبيل إلا المقاومة.
وتابع: «لن يوقف اعتداءات الاحتلال على اللشعب الفلسطيني، إلا المقاومة وأي كلام آخر هو مجرد عبث»، مُشيرًا إلى أن المسيطر على كل المنظمات الدولية الآن هو الصهيونية العالمية ومن يعاونها، لذلك لا رجاء من هذه المنظمات خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
نجاد البرعي: لا لوم على مجلس الأمن والأمم المتحدة قبل إصلاح البيت العربي المنقسم
من جانبه، استنكر المحامي والحقوقي نجاد البرعي، توجيه اللوم إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة قبل إصلاح البيت العربي المنقسم كبداية.
وقال «البرعي» لـ«الوطن» إن عدد من الدول العربية تدعم إسرائيل وتربطها بها علاقات وطيدة، وأخرى تدعم بعض السياسيين الفلسطينيين المعروفين بولائهم للاحتلال.
وأضاف: «بعد زياردة رئيس الوزراء الإسرائيلي لسلطنة عمان، خرج وزير النقل بدولة الاحتلال متحدثًا عن فكرة إنشاء خط سكة حديدية يمر بالأراضي المحتلة إلى دول الخليج ولم نسمع أي إدانة، والأولى بنا أن نُصلح ما بيننا أولًا، ثم نلقي باللائمة على الهيئات الدولية».