اسم «طه حسين» على محطة صرف صحى.. حقيقة لا يخطئها «أنف»
لافتة باسم طه حسين على مدخل المحطة
حتماً سيستبشر السائر فى شارع يحمل اسم «طه حسين» خيراً، معتقداً أن الشارع الذى يقع فى حى الزمالك، أحد أرقى أحياء القاهرة العريقة، عامر بالمكتبات والمتاحف التى توثّق تاريخ عميد الأدب العربى، وربما يسرف فى التفاؤل فيظن أنه أيضاً يضم بين جانبيه دوراً للعرض السينمائى والمسرحى، وقاعات للفن التشكيلى، كنوع من التكريم الذى يجب أن تقدّمه مصر لأحد رموزها فى مجال الأدب، لكن الحقيقة التى لا تخطئها «أنف»، أن الشارع المذكور يحتوى على محطة للصرف الصحى مسماة على اسم «طه حسين»، وهو ما اعتبره بعض سكان المنطقة، أمراً مثيراً للاندهاش.
على بُعد عدة أمتار من شارع المرعشلى بالزمالك، يقع شارع طه حسين، الحافل بالمتاجر المتنوعة، محال مكسرات، اكسسوار، مطاعم، مقاهٍ، ومحل كشرى تستفز روائحه شهية المارة، لكن بمواصلة السير فى الطريق ذاته، تتبخر رائحته لتحل رائحة أخرى أكثر نفاذاً وقوة، وهى رائحة صرف صحى مكثفة تنبعث من مدخل محطة يعلوها اسم «طه حسين»، ليكتشف المار أن المحطة خاصة بالصرف، وتتبع شركة الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى، وبعض سكان المنطقة القدامى اعتادوا اسم عميد الأدب العربى على المحطة، مثلما اعتادوا الرائحة الكريهة التى تخرج منها.
المستشار الإعلامى لشركة صرف القاهرة الكبرى: مفهاش أى إهانة
وليد عابدين، المستشار الإعلامى لشركة الصرف الصحى للقاهرة الكبرى، التابع لها الحى، والمسئولة عن اختيار أسماء المحطات التابعة لها، قال إنه تم إطلاق اسم «طه حسين» على هذه المحطة، نسبة إلى اسم الشارع، مؤكداً أن ذلك لا يُعد إهانة لعميد الأدب العربى، لأن محطة الصرف الصحى تؤدى خدمات مهمة لصحة المواطن والبيئة، ودليل على الرقى.
وأضاف: «نفتخر بأن لدينا منظومة صرف بالقاهرة تجاوز عمرها المائة عام، والمنظومة تضم آلاف العاملين فى المجال، وهم يقدمون خدمات جليلة للمواطن، ويتعرّضون للأمراض والموت بسبب طبيعة المهنة الشاقة»، لافتاً إلى أن ما يواجهه العمال والموظفون فى بيئة العمال مردوده الإيجابى أن يحصل الجميع على بيئة نظيفة: «يجب ألا نتعامل مع الموضوع بشكل طبقى، وأنا أرفض اعتبار أن إطلاق اسم طه حسين على محطة صرف صحى محل إهانة».