نور الدمرداش مخرج وممثل خفيف الظل لم يخرج من بلدته إلا للفن
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان نور الدمرداش، حيث إنه من مواليد 12 نوفمبر 1925، بمحافظة طنطا، وهو أحد الفنانين القدامى الذي تنوع في أعماله الفنية ما بين الإخراج والتمثيل، والإنتاج، ولكنه اهتم بالإخراج أكثر ورغم ذلك فقد كان ممثل خفيف الظل، اعتاد على الظهور بدور الشاب الذي يفرض نفسه على البطلة، رغم اختلاف شخصيته الحقيقية عن ذلك.
وكانت بداية المخرج نور الدمرداش في المسرح ثم اتجه إلى السينما ومنها للإخراج، ويقول الدمرداش أثناء حواره في البرنامج التلفزيوني النادر "لقاء مع فنان": "التمثيل في البداية كانت مرحلة هواية قبل وجود التلفزيون ماكناش عارفين هنشق طريقنا إزاي فبدأت باللون الكوميدي، كنت فتى صغير السن وأصلح للتمثيل أمام شادية وممثلات جيلها، وقدمت أدوار ابن الباشا والفتى المدلل في أكثر من عمل، فالأدوار كانت متكررة".
وأضاف الدمرداش، أنه شعر برتابة ونمطية الأدوار التي يقدمها فقبل أدورًا لا يحبها الجمهور ولكنه كان يرى فيها نوعًا من التغيير، اشتهر به أكثر من الأدوار السابقة، وتوقف عن التمثيل مع بداية اتجاهه للإخراج المسرحي كمساعد للمخرج الكبير زكي طليمات، وعقب افتتاح التلفزيون اتجه إلى الإخراج الدرامي، وخصوصًا الكوميديا فأخرج لفرقة إسماعيل ياسين.
افتتح مسرح التلفزيون عام 1962 بمسرحية لإحسان عبدالقدوس، وأخرج مسرحيات تلفزيونية لكبار مؤلفي الأدب العالمي مثل شكسبير وغيره فأخرج 49 عملًا درامياً، وعقب اكتمال مسرح التلفزيون أخرج أعمال مسرحية للمسارح الخاصة، والسينما والإذاعة "الحماس جزء من كيان الإنسان مفيش حاجة تقتله".
أحب المسلسلات ذات الطابع الريفي نظرًا لكونه ينتمي لمحافظة الفيوم، ولم يخرج من قريته إلا ليتم تعليمه الجامعي وكان أثناء دراسته مرتبطا بقريته ويذهب إليها بصفة مستمرة في إجازاته الأسبوعية، "كنت أخلص دراستي واركب الأتوبيس الكافوري وأروح القرية التي يمتلكها جدي وارتدى ثياب الفلاح وأحضر الُكتاب وأخالط كل الشخصيات" لذلك كانت مسلسلاته الريفية حقيقية منتقاه وأسلوبها مختلف "الروايات المودرن اللي كلها بدل كنت بعمل فيها حاجات من القرى لأني بحبها".
كانت آخر أعماله الإخراجية مسلسل "السقوط في بئر سبع"، ولكنه لم يكمله لوفاته في الـ7 فبراير 1994، فاستكمله المخرج أحمد توفيق ورفض إدراج اسمه على التترات تكريمًا لذكرى نور الدمرداش.
تعليقات الفيسبوك