صعيدى قرأ «الوطن» فأهدى رمضان قدماً صناعية: «عندى زيه»
رمضان بالقدم الصناعية
كعادته كل صباح، افتتح هانى محله الصغير، الذى يبيع فيه إكسسوارات الموبايل ويقوم بتحويل الرصيد بإحدى قرى الصعيد، وألقى نظرة على حسابه الشخصى فى فيس بوك، ولفت نظره صبى يحمل على كتفيه مجموعة عصى خشبية لبيعها، بينما يتحرك بساق واحدة وعكاز طبى، ليعود إلى ذكرياته مع أول طفل له، الذى وُلد بساق واحدة، وكانت كل أمنيته أن يرى طفله يتحرك كبقية الأطفال.
على صفحة جريدة «الوطن» تابع هانى رومانى قصة رمضان عوض، الصبى الذى أتى من الصعيد للقاهرة بضعة أيام لبيع العصى الخشبية التى يعتمد عليها كبار السن فى تحركاتهم، وكانت زيارته للقاهرة استثنائية، فهو يبيع على فرشة فى أسيوط بعض الأشياء الخفيفة، وقرر هانى التواصل عبر التعليقات للوصول إلى الصبى: «ربنا بيسبب الأسباب، وأنا واحد من الناس متابع جريدة الوطن على الفيس، ولما شفت صورته هزتنى أوى»، يحكى هانى، الشاب الثلاثينى، الذى تذكر على الفور قصة ابنه كيرلس، الذى يدرس الآن بالصف الرابع الابتدائى: «ابنى اتولد برجل واحدة، وكنت بعيط عشان أشوفه بس واقف، لكن ربنا خلقه كده ومتقبل نفسه، لكن رمضان رجله اتقطعت وكمان بيبيع فإحساسه أصعب».
«هانى»: الناس ساعدت ابنى اللى كان زيه
من خلال إحدى الجمعيات الخيرية، استطاع هانى تدبير طرف طبى لابنه دون مقابل، وبعد فترة استطاع تدبير طرف آخر أخف وزناً، وقرر فى تلك اللحظة أن يرد ذلك الجميل حين يستطيع: «أنا مش راجل غنى ولا حاجة، أنا شقيت فى حياتى وكنت بشتغل فى صغرى، وعشان كده حسيت برمضان وقررت أساعده». تواصل الرجل مع رمضان الذى لم يصدق فى البداية أن أحداً سيشترى له طرفاً صناعياً خفيف الوزن كما طلب، ويرسله لأحد المراكز بالقاهرة، وهناك تم قياس طول ساقه لتجهيز الطرف، ثم إجراء «بروفة»، وفى المرة الثالثة التى توجه فيها للمركز التقى بهانى: «وسبحان الله، يوم ما أدفع فلوس الطرف، ربنا يكافئنى بمستحقات متأخرة من شركة الاتصالات اللى أنا ببيع خطوطها وبحول رصيدها، ويجينى 28 ألف جنيه، ربنا مابيبيّتش حد مديون لحد»، قالها هانى بينما كان رمضان يخطو لأول مرة دون عكاز فى أحد الشوارع: «بالنسبة ليا المشهد ده أجمل حاجة حصلت لى السنة دى».