«توفيق».. مدير مدرسة صباحاً وعامل يتولى نظافتها مساءً
«توفيق» أثناء قيامه بعملية النظافة
فى الصباح يرتدى ملابسه الأنيقة ويذهب إلى مدرسته مبكراً ليتابع العملية التعليمية وتفاصيل اليوم الدراسى بها، وفى المساء يرتدى زياً آخر، كعامل نظافة يتطوع بتنظيف المدرسة وفصولها ودورات المياه فيها، استعداداً لاستقبال التلاميذ فى اليوم التالى.. هكذا صار اليوم مقسماً عند الأستاذ توفيق محمود غُبارى، صاحب الـ59 عاماً، مدير مدرسة «الضُهير الابتدائية»، التابعة لمركز المطرية بمحافظة الدقهلية.
المدرسة ليس بها إلا عامل واحد فقط، يدعى محمد إدريس، 45 عاماً، هو الذى من المفترض أن يتولى عملية التنظيف، لكن إصابته بمرض القدم السكرى، التى منعته من الحركة إلا باستخدام كرسى متحرك، حالت دون قيامه بأعباء وظيفته، ما اضطر مدير المدرسة إلى العمل بالنيابة عنه.
قال: «لو طلبونى آجى أنضفها بعد المعاش هاجى»
يهتم «توفيق» بالنظافة منذ صغره، واعتاد أن ينظف شارعه بالكامل كل يوم جمعة، فهو قد تربى على ذلك وتعلم من والدته النظافة والاهتمام بالجمال، ويحاول دائماً أن ينقل ذلك إلى جميع أفراد أسرته، ومن يتعاملون معه من طلبة ومدرسين ومن أبناء القرية.. ويقول: «أنا اتعلمت النظافة والنظام من الست والدتى، وهذا ما أرسخه فى نفوس أبنائى الأربعة، الذين ساندتهم حتى حصلوا على شهادات عليا وأصبحوا نماذج مشرفة يسعد بها الجميع».
منذ إصابة العامل «إدريس» والمدير يبدأ يومه فى السادسة صباحاً بالذهاب إلى المدرسة، لاستقبال التلاميذ ومتابعة العملية التعليمية، وبعد انتهاء اليوم الدراسى، يبقى ساعة كاملة ليستقبل شكاوى أولياء الأمور ويعمل على حلها، ثم يعود إلى بيته ليستريح، وفى المساء يقصد المدرسة مرة أخرى، هذه المرة لتنظيف الفصول والمكتبة والفناء ودورات المياه، ويملأ الخزان، استعداداً ليوم دراسى جديد، يقول: «مستعد لتقديم أى خدمة للمدرسة ولو طلبونى بعد المعاش آجى أنضفها هاجى».