الدليل الفني شاهد على وفاة "سارة".. وإحالة مسؤولي "المطرية" للجنايات
الضحية
"الدليل الفني" يكون بمثابة شاهد صامت ومرشد دقيق يقود جهات التحقيق لكشف ملابسات الجرائم، وتعتمد النيابة العامة على الدليل الفني في القضايا كافة لإسناد الاتهام وتقديم مرتكبي الوقائع للمحاكمات الجنائية أمام المحاكم سواء كان الدليل صادر لجان معدة من النيابة أو هيئات ومصالح تعتمد النيابة على الخبراء فيها في فحص الوقائع.
تقارير اللجان الفنية في واقعة وفاة الطبيبة سارة أبو بكر داخل مستشفى المطرية التعليمي أثبت وجود إهمال من مسؤولي المستشفى وهيئة المعاهد التعليمة وهم كبير المهندسين بالهيئة العامة بالمستشفيات والمعاهد التعليمية، ونائب مدير مستشفى المطرية التعليمي، ومدير الإدارة الهندسية بالمستشفى، ورئيس شؤون المقر، وأن وصلات سخان حمام استراحة الأطباء كانت مكشوفة وساهمت في وفاة الطبيبة صعقًا بالكهرباء.
حاول المتهمون التنصل من تهمة التسبب في وفاة الطبيبة مدعين أن ما حدث هو إنفجار مفاجئ في وصلات الكهرباء وأن تلك الوصلات كانت سليمة ولم تكن مكشوفة قبل وفاة الطبيبة.
أوضحت تحقيقات نيابة شرق القاهرة التي أشرف عليها المستشار إسلام سرور رئيس النيابة أن الطبيبة كانت تقيم داخل استراحة الأطباء بمستشفى المطرية التعليمي لعدم وجود سكن "استراحة" داخل مستشفى قصر العيني، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء وجودها بالحمام الخاص بالطبيبات، بعد أن فشلت في العثور على سكن قريب من المستشفى وتحدثت إلى العديد من زميلاتها اللاتي يقمن في القاهرة لمساعدتها في البحث عن سكن في محيط السيدة زينب، لكنها لم تتمكن من تنفيذ ما تطلعت إليه حتى ساهم الإهمال في حصد روحها الطاهرة بل تفحمت مناطق من جسدها.
ورفض قاضي المعارضات في محكمة جنح المطرية طلب دفاع المتهمين بإخلاء سبيلهم بأي ضمان مالي وقرر تجديد حبسهم لمدة 15 يومًا، بعدما ثبت للقاضي أنهم تسببوا في مصرع طبيبة شابة كانت تخطو خطواتها الأولى بثبات لتحقق أحلامها التي طالما تمنتها لسنوات طوال ذاقت خلالها مرارة التعب حتى تخرجت في كلية الطب جامعة المنيا.
وأفادت التحقيقات أن الطبيبة "سارة أبو بكر" تسلمت عملها في المنيا عقب تخرجها قبل عامين، لكنها تركت بلدتها وأسرتها وحضرت إلى القاهرة في رسالة تحدي جديدة للصعاب من أجل الحصول على الزمالة في الطب من كلية طب القاهرة، وكانت تقيم داخل استراحة الأطباء بمستشفى المطرية التعليمي لعدم وجود سكن "استراحة" داخل مستشفى قصر العيني، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء وجودها بالحمام الخاص بالطبيبات.
تلقى العميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم شرطة المطرية، بلاغًا من الأهالي بمصرع طبيبة تدعى "سارة أبو بكر"، تعمل في مستشفى أطفال، وكشفت المعاينة والفحص أن وفاة الطبيبة سببه ماس كهربائي في سخان المياه داخل الحمام بسكن الطبيبات بالمستشفى.
أظهرت مناظرة أجهزة الأمن ومعاينة فريق النيابة العامة لمكان الوفاة وجود أسلاك كهرباء مكشفوفة خاصة بسخان الكهرباء تسببت في مصرع الطبيبة قبل أن تكتشف إحدى زميلاتها الوفاة بسبب تأخرها في الحمام.
قررت نيابة المطرية تشكيل لجنة فنية، لمعاينة استراحة الأطباء داخل مستشفى المطرية العام، بعد مصرع طبيبة صعقًا بالكهرباء أثناء وجودها داخل السكن الخاص بالطبيبات، وموافاة النيابة بنتائج الفحص الخاص بسخان الكهرباء وصلاحيته للعمل ووصلات الكهرباء الخاصة به.
وصرحت النيابة بدفن جثة "سارة أبو بكر"، طبيبة بقسم الأطفال في مستشفى المطرية العام، بعد أن تعرضت للصعق بالكهرباء وتفحم مناطق متفرقة من جسدها ما يشير إلى قوة الصعق حتى بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة.