"صوت أمريكا": 2014 يمثل استمرارا للتحديات العالمية للسياسة الخارجية الأمريكية
رأت إذاعة "صوت أمريكا"، أن عام 2014 لن يختلف كثيرا عن 2013 فيما يتعلق باستمرار التحديات العالمية للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولاسيما مع استمرار المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وعقد مؤتمر السلام حول سوريا والمعروف باسم "جنيف 2" في يناير المقبل وتعامل واشنطن أيضا مع علاقاتها غير الجديرة بالثقة مع كل من أفغانستان وباكستان والصين وروسيا.
وأشارت الإذاعة في التقرير الذى نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن عام 2013 كان صاخبا ومزدحما لأوباما بالنظر إلى الجدل حول رد فعله بعد الهجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ومحادثته التي وصفت بالرائدة، مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وأيضا مفاوضاته لإبرام اتفاق نووي حول برنامج طهران النووي .
وألمحت إلى أن أوباما كان مثقلا خلال العام الحالي بعد الكشف عن برامج التجسس الإلكترونية الأمريكية والتي تسببت في توترات كبيرة بين واشنطن وحلفاءها .
وسرد التقرير اللقاءات التي قام بها أوباما في جولاته الخارجية، وحضوره لقمة العشرين في روسيا، وإلغاءه للاجتماع الرسمي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولقاءه مع الزعيم الصيني وزيارة بعض دول القارة الإفريقية وحضوره جنازة الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا .
وفي كلمته أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، اعترف أوباما بما أسماه ب "العداء" تجاه المشاركة الأمريكية في الشؤون العالمية بغية الحفاظ على الأمن غير أنه شدد على أن عدم المشاركة ستكون خطأ .
واستشهد التقرير برأي دانيل سيروير، من جامعة "جون هوبكينز" للدراسات الدولية المتطورة، الذي قال:" فيما يتعلق بالأزمة السورية، فقد كسب أوباما اتفاقا بنزع الأسلحة الكيميائية دون الإقدام على تدخل عسكري، غير أن هناك ماهو أكثر وأخطر من ذلك، بمعنى أن هناك تزايدا متناميا للمعارضة التي يقودها المتشددون في سوريا وسيزداد الوضع سوءا في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد مما سيصدر الأزمات للدول الجارة لسوريا والتي تتزايد داخلها الأوضاع الأمنية المضطربة ومن بينها العراق والأردن وتركيا ولبنان.
وقالت هيذر كونلي، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن استمرار تركيز أوباما على السياسة الخارجية سيظل موضعا للشك، فبين فضيحة التجسس الخاصة بوكالة الأمن القومي الأمريكية ومشكلة إغلاق الحكومة التي حدثت في أكتوبر الماضي ، فإن العديد من قادة العالم يتساءلون حول ما إذا كان أوباما يمكنه تجاوز التحديات الداخلية حتى يمكنه التركيز على التحديات على الصعيد الدولي.
وألمح التقرير إلى أن 2014 سيشهد أيضا تزايدا في انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" من أفغانستان، وهو الأمر الذي تعلق عليه كونلي قائلة: إن الأمريكيين والعالم سيتطلعون إلى أوباما ليقوم بتوضيح الإنجازات والتكاليف لذلك الصراع الدموي الطويل هناك، مشيرة إلى أن هذا التوازن الدقيق لما كنا نسعى له والتكلفة التي تكلفناها، ينبغي أن يتم مناقشته بشكل حساس للغاية داخليا وربما دوليا.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أجراه مركز "بيو" لأبحاث الشعب والصحافة، انخفاضا لدعم المشاركة الخارجية بين المواطنين الأمريكيين، مما يعد تحديا لإيمان أوباما بالدور الأمريكي العالمي، فيما يرى "سيروير"، أن اللوم يلقى بشكل أو بآخر على أوباما للانخفاض العالمي للنفوذ الأمريكي .