مقتنيات الأجداد فى بيوت محبى الأنتيكات: «الهون» بـ100 ألف جنيه و«الباجور» بـ100.. رزق الهبل على المجانين
ماكنية خياطة"صورة أرشيفية"
تبدل مفهوم الميراث عند البعض، لم يعد يعنى أموالاً أو فدادين أو شققاً وعقارات شاهقة تتوارثها الأجيال، بل أصبح متمثلاً فى مقتنيات الأجداد العتيقة، التى خلفوها وراءهم دون قصد منهم بتوريثها، لم يلقوا لها بالاً من الأصل لعدم ارتفاع قيمتها بهذا الشكل الجنونى حينها، لم يخطر ببالهم أن تلك المقتنيات سيعاملها الناس فيما بعد معاملة الأنتيكات والآثار والإرث الثمين لندرتها وبداية اندثارها.
ورث محمد الصعيدى «هون» نحاس قديماً عمره 112 عاماً، يبلغ وزنه 8 كيلوجرامات، وعرضه للبيع بسعر 100 ألف جنيه: «أنا مش تاجر، هو بتاع جدتى كانت مواليد 1902، وأهديته لبنتى لما اتجوزت، لكن لقيته بيتباع بأسعار عالية جداً، فقررنا نبيعه».
تُعرض للبيع على المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعى
يشاهد تهافت بعض الزبائن من محبى الأنتيكات والمقتنيات القديمة عليه، جاءته اتصالات عدة من فتيات يُردن شراءه ضمن «جهاز العروسة»، لذا يرى أنه يعرضه للبيع بسعر مناسب مقارنة بالبائعين التجار الذين يعرضونه بمبالغ ضخمة تصل إلى ربع مليون جنيه: «أنا مولود وعايش فى العتبة، وجنبى شارع المعز اللى هو أصل الأنتيكات، لكن مفيهوش الهون ده، ندرته وقِدَمه همّا اللى صنعوا قيمته دلوقتى»، استجاب أحد الزبائن لعرضه وتفاوضا بشأن السعر وسيتم التسليم غداً.
مى محمد، لم تُلقِ بالاً للأمر، حتى وجدت باجور الجاز القديم بطبعة الأهرام يباع بمبالغ تصل إلى 200 ألف جنيه، فسارعت لعرض كل ما ورثته عن أجدادها للبيع: «الحاجات دى مصنوعة من نحاس أصفر صافى مش مخلوط، فيه ناس بياخدوها ويدخلوها فى صناعة الدهب»، لدى «مى» عدة مقتنيات موروثة منها إبريق نحاسى وملاعق «السنبلة» تبيع الواحدة منها بـ500 جنيه: «الناس عارضينها بألف جنيه فيما فوق للملعقة الواحدة، أنا حاطة أرخص سعر لأن عندى الطقم كله».
لم يصل إلى فلاحى بعض القرى المجاورة عدوى الأسعار الباهظة تلك، وكذلك بعض أهالى الصعيد، فتأتيهم طلبات الشراء من بعض الوسطاء الذين يشترون بمبالغ متواضعة ثم يبيعون المقتنيات بعشرة أضعاف الثمن، شيرين خيرى من سكان منطقة المعادى، عقدت النية لشراء هون قديم بمبلغ 100 ألف جنيه، لكنها وجدت سبيلاً لشراء واحد آخر من أحد الفلاحين الذى باعه بمبلغ 10 آلاف جنيه لعدم معرفة أسعار بيعه الحالية، إلا أنه لم يحظَ بإعجابها وأرادت إرجاعه وشراء الأول فوجدت أنه قد بيع.
زعم البعض أن ماكينات الخياطة القديمة تحتوى على الزئبق الأحمر المستخدم فى إنتاج الطاقة النووية واستخراج الذهب واكتشاف مواقع الكنوز ودخوله فى عمليات تحنيط المومياوات المصرية، مما أدى إلى تهافت بعض الناس على شراء هذه الماكينات بأسعار عالية جداً تصل إلى 50 ألف جنيه، ربما كانت تلك حيلة البعض للترويج لبيع تلك المقتنيات.