مصر اليونانية الرومانية: معبد إسنا.. قدّسه البطالمة وأعادوا إحياءه احتراماً لآلهة المصريين
معبد إسنا يحتاج إلى اهتمام حكومى
اجتماعات وزيارات عديدة من أجل تطوير معبد إسنا طول السنوات الماضية، لإعادة إحياء واحد من أهم معابد البطالمة فى مصر.. معبد إسنا، أو «معبد خنوم» كما كان يطلق عليه قديماً، بنى تقريباً قبل 1900 عام قبل الميلاد، وقدّسه البطالمة وأعادوا إحياءه احتراماً للآلهة التى عبدها الفراعنة، وقد بدأت الحكومة المصرية فى عهد محمد على باشا فى إعادة إحيائه بعد أن كان متخفياً «تحت الردم»، ويقع المعبد على بعد 55 كم من مدينة الأقصر وسط كتلة سكانية وعشوائيات فشلت الحكومات المتعاقبة فى إزالتها، وإظهار الوجه الجمالى للمعبد، الذى أصبح تحت سطح الأرض بنحو 9 أمتار.
مفتش آثار: شركات السياحة تجاهلته فى برامجها.. وإغلاق 30 بازاراً خارج المعبد بسبب الركود
وأصبح المعبد الوحيد الباقى من معابد مدينة إسنا يعانى مظاهر الانحدار التدريجى تحت الأرض، خاصة بعد الزحف السكانى من حوله، ما دعا الحكومات مؤخراً إلى عقد عدة اجتماعات لمناقشة مشروع تطوير منطقة المعبد، لوضعها على الخريطة السياحية، لكن نتائج هذه الاجتماعات لم تسفر عن شىء حتى الآن، ما جعل العاملين بالمنطقة من أصحاب البازارات والمرشدين السياحيين والمفتشين يتوجهون باستغاثاتهم لإنقاذ المنطقة مع بداية الموسم السياحى الجديد. وقال عمر فخرى، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بقطاع آثار إسنا، إن وضع المعبد فى الفترة الحالية يزداد سوءاً بسبب انحداره أكثر مما كان عليه، فتلاشى منظره الجمالى، ما دفع شركات السياحة إلى وضع زيارته فى ختام برامجها التى تنظمها للسياح، وتسبب ذلك فى ركود الحركة بشارع البازارات المجاور لمنطقة المعبد، وأضاف أن تأخر مسئولى السياحة فى اتخاذ إجراءات سريعة توقف الكارثة الجارية بالمعبد تسبب فى عدم وجود مركز إسنا على خارطة الرحلات السياحية أصلاً، بعد أن قامت الشركات المنظمة للبرامج السياحية برفع المعبد من برنامج الزيارات، حتى كانت النتيجة غلق أكثر من ٣٠ بازاراً سياحياً بجوار المعبد.
وأكد محمد محيى، مفتش بقطاع تفتيش آثار إسنا، أن الخسائر لم تقف عند هذا الحد بل استمرت بعد أن قررت بعض شركات السياحة رفع زيارة المعبد من برامجها الترفيهية بسبب مظهره المتدنى، ما تسبب فى قطع عيش كل العاملين بالمجال السياحى، مشيراً إلى أن حل تلك الأزمة، التى حلت بجميع مواطنى إسنا جميعاً، هو المضى قدماً فى بدء تنفيذ مشروع تطوير منطقة المعبد، الذى كان ضمن مشروعات النقلة الحضارية بالأقصر، والتى تقدمت بها شركة «كيوب» فى 2010، لفتح الرؤية البصرية للمعبد على الواجهة النيلية وتحقيق تنمية مستدامة عمرانية، اقتصادية، اجتماعية، وثقافية.
وقال عبدالله الطيب، مرشد سياحى، إن من بين الأمور، التى يجب أن يراعيها المسئولون حال بدء مشروع تطوير منطقة المعبد، الانتهاء أولاً من تطوير شارع البازارات المجاور للمنطقة، وتركيب كاميرات مراقبة لتأمين المنطقة كلها، فضلاً عن تركيب سلم كهربائى لتسهيل مهمة نزول كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة إلى المعبد.