"كفى فأنا طبيعي وأستحق أن أكون بينكم".. شعار مبادرة "أمل" لأطفال الدمج
أمل تطوعت لعقد محاضرة شهرية في مدرسة طفلها
عانت كثيرًا بسبب إعاقة طفلها في صعوبات التعلم والتأخر الذهني، فقررت استكمال دراستها الجامعية واختارت كلية رياض الأطفال قسم تربية خاصة، كي تفهم وتستوعب مشكلة صغيرها، ثم تطوعت لعقد محاضرة شهرية طوال العام الدراسي الحالي داخل مدرسته "لأطفال الدمج"، تستهدف الصغار وأولياء أمورهم.
أمل الحسيني، التي كانت تجهل التعامل مع طفلها بسبب قلة الوعي والمعرفة ولم تدرك ما يعانيه: "أهدرت الكثير من السنوات وراء الأطباء الذين لم يشخصوا الحالة كما يجب أن تكون، ولو أننا نحظى برعاية مدرسية أو حتى ثقافة عن ما يعانيه أولادنا لادخرنا وقت ومال مهدر على مفيش"، تصف الحسيني معاناتها،ـ وتوضح دوافع إنشاء مباردتها.
تقول: "تقدمت بطلب للمدير ثم طلب موافقة مدير الإدارة لم تتأخر وسارعت في الحصول على توقيعه، أنا مش عايزة فلوس، بالعكس هجيب للأولاد هدايا وهعملهم أنشطة على حسابي".
تحكي أن المبادرة تهدف إلى الوصول لكل طفل لم يحالفه الحظ ويولد طبيعي كباقي الأطفال، ويدرج اسمه تحت ذوي الاحتياجات الخاصة: "بركز على الأطفال اللي عندهم فرط حركة ويعانون من صعوبة تعلم زي أحمد ابني"، يدرس الصغير في الصف السادس الإبتدائي، تحاول تعليمه بجانب أقرانه بالأسلوب الذي يليق بهم والذي سيغيرهم إلى الأفضل كي يحظى المجتمع بأطفال أصحاء نفسيا ليس لديهم أي عقد نفسية.
"مش لازم الولد يطلع دكتور أو مهندس يكفيني أن يكون فرد صالح يفيد مجتمعه حتى ولو كان هيشتغل في مهنة بسيطة"، تركز الحسيني على أولياء الأمور من خلال عقد محاضرة لهم لتوعيتهم بأن هذا الطفل طبيعي، ولكن كل ما يحتاجه هو صبر ورعاية خاصة، لافتة إلى ضرورة أن يولد داخل الطفل حافزا ذاتيا ودائما يدفعه ليتعلم ويمارس وينجح في آلاف المهام الصغيره، والتي تساهم في نموه، تضيف: "دول المستقبل يجب علينا رعايتهم واحتضانهم سواء في البيت أو المدرسة".
وتحذر الحسيني من إلقاء اللوم على الصغار بسبب إعاقتهم، مؤكدة أن هذا يشعره بألم، لأن الطفل لم يخلق نفسه، وبالتالي يؤذيه عبارات بعض أصدقائه المتنمرين الذين يوبخونه لسد غرائزهم العدوانية، لذلك أطلقت على المبادرة اسم: "كفي فأنا طبيعي وأستحق أن أكون بينكم".