«أم البنات» 25 سنة شغل «لا شكر ولا جِميلة»
«ماجدة» أم البنات
«أم البنات»، لقب دفعت ثمنه كثيراً من عافيتها، وحكم عليها بالأشغال الشاقة داخل مصانع «طرشى» وفى البيوت وبأحد المقاهى، تكافح وتتحدى الظروف لتربية بناتها الخمس، بعد تخلى الزوج عن مسئوليته، وتركها وحيدة تواجه الصعاب بزعم أنها لم تنجب الولد.
ماجدة فؤاد، بدأت حياتها كـ«صبى قهوة» مع والدتها، وتنقلت بين المهن لقرابة الـ25 عاماً، أما «أبوالبنات»، الذى كان يعمل فى إحدى دول الخليج وحقق مكاسب كبيرة، كانت جميعها من نصيب أبناء شقيقاته الذكور، فحرمها وبناتها من خيره، رغم تقبلها لفرق السن بينهما، وغيابه عن البيت لسنوات طويلة.
أنجبت «ماجدة» طفلتها الأولى داخل معمل طرشى، حيث كانت وقتها تقطع وتوزع وتنظف، وبمرور الوقت ازدادت خبرتها وصلاحياتها حتى أصبحت رئيساً لأكثر من 20 رجلاً، تباشر العمل وتقوم بمأموريات لمرسى مطروح والإسكندرية وتراجع الشغل حتى منتصف الليل، ثم تعود للمنزل لاحتضان أطفالها: «أوقات كنت ببات فى الشارع، والكل بيحترمنى ويعمل لى ألف حساب».
فى كل مرة سكن جنين فى أحشائها حلمت بالولد، لكن لم يأذن الخالق بذلك: «بحب البنات بس الراجل كان منكد عليا وشايل إيده من المسئولية»، ورغم ذلك وقفت بجانبه وساندته، فقامت باستئجار مقهى له، وساعدت فى إدارته، اعتماداً على خبرتها السابقة، فبمجرد أن تنتهى من عملها تذهب له وتشجعه، إلى أن دخل المستشفى إثر وعكة صحية: «كنت بروح شغلى وأرجع على البيت أعمله أكل وأطلع من عنده على القهوة، وبرضو مفيش شكر ولا جميل».
بعد أن يئست «ماجدة» من إصلاح الزوج قررت تركه والانفصال عنه قبل 14 عاماً، أخذت تعمل فى تجهيز الفتيات حتى تزوجن وأنجبن: «كل اللى كنت بفكر فيه إن البنات مايعيشوش عيشتى ويكونوا مرتاحين»، لكن المرض هزمها بعد رحلة طويلة من التحدى، فلم تعد تستطيع حمل السكين وتقطيع الـ«طرشى» والذهاب ليلاً ومباشرة العمل: «ياما اتعرضت لمواقف صعبة عشان خاطر أربى بناتى». لا تخجل «أم البنات» من ظروفها: «أى حد بيتقدم لبنت باحكيله ظروفنا، ولو قبلنا أهلاً وسهلاً بيه»، وتسعى لسداد ديونها التى تراكمت عليها بسبب زيجة إحدى بناتها: «عليا 21 ألف جنيه، ونفسى أسدهم قبل ما أموت، وأعلم البنت الأخيرة».