شباب «القارة السمراء» يشيدون بـ«المنتدى العالمى»: رسالة ضد الإرهاب
«إبراهيم» بصحبة صديقه
وسط ترحيب وإشادة وإقبال واسع، استقبل الكثير من شباب القارة السمراء الدعوة لحضور الدورة الثانية من منتدى شباب العالم، المقرر عقده خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر بمدينة السلام شرم الشيخ، مشيدين باهتمام أجندة فعاليات المنتدى بأفريقيا، وتخصيص محور لمناقشة أبرز قضايا القارة، وأكدوا سعادتهم بالحضور إلى مصر للمشاركة فى المحفل العالمى.
«أشعر بسعادة غامرة لأكون جزءاً من هذا المنتدى الكبير، وبفرح شديد أن أذهب إلى مصر، وأحضر المنتدى بجوار العديد من شباب العالم»، هكذا قال «عمر عبدالله»، الشاب الثلاثينى، الذى يحمل الجنسية النيجيرية، مؤكداً فى حديثه لـ«الوطن»، أن المنتدى يحمل العديد من الرسائل الإيجابية، أهمها أن «الحوار هو الوسيلة الأمثل لبناء العلاقات بين الشعوب»، وأضاف «عمر»: «فكرة المنتدى عظيمة، والدورة الأولى التى تم عقدها العام الماضى شهدت نجاحاً، لم أتمكن من الحضور وقتها، لكنى كنت أتابع ما يكتبه البعض على مواقع التواصل الاجتماعى، والفيديوهات والصور التى بثتها الصفحة الرسمية للمنتدى على «فيس بوك».
«عمر» من نيجيريا: الحوار الوسيلة الأفضل.. و«إبراهيم» من السودان: أتطلع لحضور مناقشات قضايا أفريقيا
قائمة التسجيل لحضور المنتدى ضمت الكثير من أبناء القارة السمراء من جنسيات مختلفة، من بينهم «هادن كوليبيه» من دولة مالى، الذى تواصل مع المسئولين على الصفحة الرسمية للمنتدى، وتوجه إلى الموقع الإلكترونى للتسجيل قبل 3 أسابيع، وقال لـ«الوطن»: «كنت سعيداً عندما أبلغونى بالحضور، وأتطلع للاستماع إلى آراء ووجهات نظر متنوعة حول أهم القضايا فى قارتنا السمراء، لاسيما ما يتعلق بالتنمية ومواجهة التطرف والعنف ودعم الثقافة والفنون»، يرى «هادى» أن هناك اهتمامات وثقافات مشتركة بين شعوب أفريقيا، جديرة بأن تكون أرضاً صلبة بحسب وصفه نحو المزيد من تدعيم العلاقات وتوحيد المواقف، وتابع: «نستطيع أن نكون أوروبا جديدة، ولدينا كل المقومات للتنمية والانطلاق إلى الأمام، لكن يجب أن نضع أيدينا فى أيدى بعضنا، ونتعاون بصورة أوسع على كل المستويات».
وكان الشباب العربى الأفريقى فى مقدمة شباب القارة السمراء الذين أقدموا على التسجيل فى المنتدى، يقول «إبراهيم فيصل» من السودان، إنه تعرف على منتدى شباب العالم من خلال «ياسين»، صديقه السودانى المقيم فى القاهرة منذ 5 سنوات، مضيفاً أن المنتدى يؤكد أهمية الشباب ودورهم فى بحث قضايا دولهم، ويقدم نماذج جيدة للعديد من أصحاب التجارب الإيجابية، بما يحسّن من صورة الشباب ويعزّز مكانتهم، وتابع: «الفكرة جيدة للغاية، خاصة أنها تأتى فى ظل أوضاع صعبة تعانى منها العديد من البلدان جراء عمليات العنف والإرهاب المسلح، وبالتالى المنتدى يؤكد أهمية الشباب والحوار لمواجهة هذه التحديات»، وأشار «إبراهيم» إلى أنه يتطلع لحضور محاكاة القمة العربية الأفريقية التى من المقرر أن يعقدها منتدى شباب العالم، متابعاً: «هذه المحاكاة ستعطى صورة مقربة لما يحدث فى الواقع، وستوفر فرصة لنا لمعرفة ومناقشة أبرز القضايا الخاصة بالقارة التى نعيش فيها».
وبالتزامن مع جلسات يومى 4 و5 نوفمبر تعقد إدارة منتدى شباب العالم نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، الذى تم استحداثه فى النسخة الثانية للمنتدى عام 2018، ومن المقرر وفقاً لبرنامج فعاليات المنتدى أن يتم افتتاح محاكاة القمة العربية الأفريقية، وعقد جلستين على آفاق التكامل السياسى والأمنى وآفاق التكامل الاقتصادى، ومن ثم الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الأفريقية، كما خصصت إدارة المنتدى جلسة بعنوان «أجندة 2063.. أفريقيا التى نريدها»، وهى خطة للتحول الذاتى للقارة، ووفقاً لتقرير مفوضية الاتحاد الأفريقى، تعد هذه الأجندة بمثابة رؤية وخارطة الطريق للقارة السمراء لتسلسل الخطط القطاعية والمعيارية والوطنية والإقليمية والقارية المتماسكة، وتهدف الأجندة إلى إقامة أفريقيا يسودها الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة وسيادة القانون، وجعل القارة تنعم بالسلم والأمن، على أن تكون دول القارة ذات هوية ثقافية قوية وتراث وقيم وأخلاقيات مشتركة. وتعمل أجندة «أفريقيا 2063» على ربط الدول الأفريقية من خلال بنية تحتية ذات مستوى عالمى من خلال حملة منسقة لتمويل وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية فى قطاعات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى الإسراع فى إنشاء «منطقة التجارة الحرة القارية»، وصولاً لمضاعفة التجارة الأفريقية البينية بحلول عام 2022.