انطلاق المؤتمر الدولي الرابع للحضارة والفنون لمناقشة 120 مادة بحثية
افتتاح المؤتمر الدولى الرابع للحضارة
انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للحضارة العربية والفنون الإسلامية، اليوم، بعنوان "التراث والهوية بين الابداع والتجديد" برعاية جامعة الدول العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، وهيئة آل مكتوم الخيرية، وتتضمن مناقشة أكثر من مائة وعشرين بحثًا علميًا في الفنون والتراث والهوية وطرق الإبداع وتجديد الموروث الإنساني.
وقال الدكتور محمد زينهم، رئيس المؤتمر، ورئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، إن المؤتمر يسعى إلى تعزيز القيم التراثية والإبداعية والحضارية، وتأكيد قيم التسامح والتعايش، وتحقيق السلم الاجتماعي، وتنمية العلاقات الدولية والارتقاء الحضاري، والتقدم والتجديد في الفكر، للبعد عن الصراعات العالمية، والعمل على بناء إنسان سوي مبدع ومجدد دائمًا.
وأضاف الدكتور سيف الجابري، ممثل هيئة آل مكتوم الخيرية، أن الحضارة الإسلامية من اهم الحضارات التي عرفتها الأمم والشعوب على مر التاريخ، فانطلقت بفنونها إلى العديد من الدول حول العالم، وشكلت جزءً هامًا من تاريخها وثقافة شعوبها، إلا أن الواقع الذي نعيشه حاليًا، وما يشوبه من محاولات مستمرة لطمس معالم هذه الحضارة العريقة، والعبث بمقدراتها، يعظم مسؤوليتنا نحن كعرب ومسلمين تجاه مضاعفة الجهود من أجل إبراز الدور الحضاري للأمة العربية والإسلامية والتعريف بقيمها الأصيلة الداعية للتسامح والتعايش السلمي .
وأشار إلى أن دولة الإمارات كان لها السبق في الاهتمام، بتحسين الصورة الذهنية العالمية تجاه العرب والمسلمين، وتنظيم العديد من الفعاليات العالمية الهامة، لإبراز الجانب المضيء للتراث الإنساني العربي والإسلامي .
وأوضح أن دولة الإمارات تستعد هذه الأيام، لافتتاح مجموعة من المتاحف العالمية الضخمة التي من شأنها أن تسهم في حفظ المقتنيات الأثرية، وعرض فنون التراث الإسلامي والعربي، بهدف توسيع القاعدة الجماهيرية لمحبي هذه الفنون، وكذلك تشجيع الباحثين على تناولها في دراستهم، وربط هذه الجهود بالمبادرات المتميزة للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ووزير المالية، باعتباره أحد أهم الشخصيات الإماراتية التي أولت هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا ليس على مستوى دولة الامارات العربية فحسب، بل على المستوى العالمي من أجل إحياء الرياضات العربية التراثية، وإبراز الدور الهام للعقول العربية المبدعة في الارتقاء بالحضارة الإنسانية بكافة المجالات العلمية والطبية والبيئية .
وقال الدكتور صلاح الجعفراوي، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، إن المحافظة على التراث الثقافي والحضاري تأتي على رأس أولويات الحقوق الثقافية للأفراد والجماعات، فالتراث الثقافي هو البوتقة التي تنصهر فيها ذاتية الشعوب وهويتها الفكرية والثقافية، وتتفاعل فيها إبداعتها ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا .
واكد الجعفراوي، أن التراث الثقافي ليس صروحًا، ومعالم معمارية، وآثارًا مادية فحسب، بل هو ايضا كل ما يورث عبر الأجيال والعصور من فنون شفهية وحرف واغان وموسيقى وحكايات شعبية تتوارثها الأجيال كتراث ثقافي .
وأوضح أن منظمة الإيسيسكو، تعمل من خلال لجانها المتخصصة في مجال التراث الثقافي على اقتراح الحلول المبتكرة لتحقيق الحماية المستدامة للتراث الإسلامي، وتم إنشاء لجنة التراث في العالم الإسلامي تحت إشراف الإيسيسكو، لتكون آلية فاعلة، لتعزيز العمل الإسلامي المشترك، ومعالجة قضايا التراث.
وأشار إلى أن مشاركة الإيسيسكو اليوم، في هذا المؤتمر الدولي يأتي في إطار حرصها على دعم الجهود الإقليمية الجادة، والفعالة في حماية التراث الثقافي العربي والإسلامي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات والجمعيات الحكومية والأهلية.