في ذكراه.. "سيمون بوليفار" رمزا عالميا لمواجهة الاستبداد
"أخطر شيء على الوطن هو أن يبقى الحاكم مدة طويلة بمنصبه، لأنه سيتعود على الاستبداد والشعب يتعود على الطاعة والعبودية"، كلمات دوّنها سيمون بوليفار، أقدم الثوار والمحررين لأمريكا اللاتينية، والذي أطلق عليه محبوه اسم "جورج واشنطن أمريكا اللاتينية"، الذين شهدوا له وشهد له تاريخه بالوطنية والنضال من أجل تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية التي احتلها الإسبان.
وأقسم بوليفار أن يحرر بلاده من الحكم الإسباني، فأيّده شعبه في فنزويلا، وكان نابليون بونابرت هو الملهم لسيمون في الإطاحة بالحكم الإسباني في أمريكا اللاتينية، وتشجّع بوليفار وركز تفكيره على تحقيق هذا الهدف، والتحق بالجيش وحصد رتبًا عسكرية عالية، حتى تم تعيينه في حملة تحرير فنزويلا عام 1812، وبالفعل انتصر على الإسبان وحرر فنزويلا، وحصل على لقب "المحرر"، واستطاع بوليفار تحرير دول أخرى، مثل الإكودادور وبيرو وبوليفيا وكولومبيا، التي أصبح رئيسًا لها بعد ذلك.
وقضى بوليفار 47 عامًا هو حصيلة عمره- الذي نشهد ذكرى وفاته اليوم- في البحث عن طريق التحرير، وتحقيقه في بلاده، لكن الديكتاتورية التي فرضها على الشعب أثناء حكمه، والأحكام القاسية التي أعطاها لمعارضيه، أدت إلى نشوب حرب أهلية ضده، وأُصيب بوليفار باليأس في نهاية حكمه فغادر كولومبيا، لتنتهي حياته في بيت إسباني عام 1830، لكن ظل بوليفار أشهر رجال الثورة العسكريين بأمريكا الجنوبية في القرن التاسع عشر.
وخلدت دول العالم تاريخ سيمون بوليفار، بتصديق اسمه على أماكن مختلفة، لعل أشهرها ميدان سيمون بوليفار في القاهرة، الذي أطلق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على هذا الميدان هذا الاسم، على سبيل مساندة دول أمريكا اللاتنية المناهضة للهيمنة الأمريكية، وشاع اسم هذا الميدان خلال أحداث ثورة يناير وما تلاها.
وكذلك تغيير اسم "فنزويلا" التي حررها إلى "جمهورية فنزويلا البوليفارية"، وسميت "بوليفيا" على اسمه نسبة إلى محررها، وفي بوجوتا تم إطلاق اسم سيمون بوليفار على حديقة تحيط بها فنادق كبرى، عُرفت باسم "فنادق سيمون بوليفار"، هذا بالإضافة إلى فنادق سيمون بوليفار في روما التي تقع في مبنى تاريخي يعود إلى القرن الـ19، كما تمت تسمية أحد المطارات باسم سيمون، وظلت موسيقى "فرقة سيمون بوليفار الأوركستراية السمفونية" هي الخالدة العازفة لتاريخ الزعيم المحرر في كل أنحاء العالم.