بروفايل| علاء عبدالهادى الشهيد الحى
هو شهره لا محالة، فيه كانت ولادته، وفيه جاء موته، لم يكن عادياً فى كل تفاصيله، هو الطالب المتفوق والابن البار.. نادر فى صفاته، طيب فى خلقه، لا يمكن أن تغيب ذكراه عن أذهانهم، ظلت صورته عالقة فى ذاكرة أصدقائه وأحبابه وحتى من لم يعرفوه يوماً.
استشهاده كان حداً فاصلاً فى حكم المجلس العسكرى ليضع طالب كلية الطب الشهيد علاء عبدالهادى بدايات النهاية للفترة الانتقالية التى أدارها المجلس العسكرى فى أعقاب ثورة 25 يناير.. سقط شهيداً يوم أن خرج يداوى المصابين فى الأحداث، لم يبخل يوماً بعلمه على أحد، فرغم أنه طالب الفرقة الخامسة بكلية طب عين شمس فإنه كان معروفاً بأنه طبيب الميدان، صنع لنفسه مكانة خاصة وسط الأطباء فى المستشفى الميدانى، فيكتب عنوانه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لمن يريد الوصول إليه «عيادة المستشفى الميدانى بالتحرير» ليكون عنوانه هو نفسه مكان استشهاده برصاصة فى الرأس أتته غدراً حين وقف وسط المحتجين فى 16 ديسمبر 2011 يقدم الرعاية الصحية للمصابين ويسرع بإسعاف المتساقطين على الأرض على رصيف مجلس الوزراء، لكنه حين سالت دماؤه لم يجد من يسعفه ليصنع استشهاده حدثاً دموياً جديداً يعرفونه بعد ذلك باسم أحداث مجلس الوزراء.
طالب كلية الطب بجامعة عين شمس يشعل النيران بين الطلبة لتخرج المسيرات المنددة بموته ولا تتوقف حتى مع ذكراه الثانية، يعود مجدداً للحدث عبر صورة محمولة على الأعناق يطالبون بمحاكمة من قتله، ينددون بمن أسال دماءه غدراً.. عامان مرا على رحيله وحتى الآن لم يقدم أحد للمحاكمة.
تظل «عين شمس» مشتعلة بتفاصيل وأحداث بعضها يصنعها طلاب الإخوان لأهداف خاصة وبعضها يشعلها أصدقاء الشهيد بنية خالصة يريدون تحقيق العدالة فيمن ظلم وقتل.
علاء عبدالهادى، الذى استشهد فى عامه الثانى والعشرين، صار أيقونة للحركات الطلابية بجامعة عين شمس، ورمزاً لمسيرات ومظاهرات واحتجاجات تخرج منذ رحيله إلى الآن لكنها لم تثمر شيئاً، باستثناء تصاعد أبخرة الغازات المسيلة للدموع واختناقات متكررة ملازمة لكل مسيرة وكل تظاهرة واشتباكات، وقت أن خرج الشهيد ليشارك فى تظاهرات 25 يناير لم يكن يعلم أنه يصنع تاريخ أمة من جديد، لم يكن يعرف أن احتماله فى كل تظاهرة كان من أجل تحقيق حلم كان بعيد المنال، فحين تعرض لاعتداءات فى موقعة الجمل أثناء وجوده بالمستشفى الميدانى بالتحرير، لم يكف يوماً عن المشاركة، ولم يبخل بجهده فى إسعاف المحتاجين والمصابين، ليكتب الشهيد آخر كلماته على صفحته الخاصة «ما أنزل أشوف إيه اللى بيحصل هناك.. استرها معانا يا رب»، وأنه لن يدوّن شيئاً بعد ذلك على صفحته الخاصة.