تعليم جنوب أفريقيا: الدراسة 3 فصول.. وكل فصل 3 شهور وشهر إجازة.. ويومان للرياضة أسبوعياً
«سميرة»
فى مطلع كل عام ميلادى يستعد طلاب المدارس لبدء العام الدراسى، الذى يبدأ أواخر يناير وينتهى آخر نوفمبر، ورغم أشهر الدراسة الطويلة، فنظام التعليم يكفل للطالب المعلومة الممزوجة بالمتعة والممارسة العملية، فاللغة الإنجليزية هى البطل الأساسى، حيث تدرس بها كافة المواد باستثناء اللغات الأفريقية الخاصة بكل منطقة فى الدولة، فيصبح الدارس فى مدارسها بعد إتمام كافة مراحل التعليم مؤهلاً للعمل بأكبر دول أوروبا دون الحاجة إلى اجتياز شهادة معادلة.
عمر عبدالله، المصرى المقيم بجنوب أفريقيا، ويعمل مديراً لإحدى الشركات الزراعية، عاش مع صغيرته «سميرة»، التلميذة بالصف الثانى الابتدائى، كل كبيرة وصغيرة فى نظام التعليم بجنوب أفريقيا، وروى لـ«الوطن»، تفاصيل التجربة عن قرب، مؤكداً أن النظام يعتمد على 3 فصول دراسية، مدة الفصل الواحد 3 أشهر، وشهر إجازة بين كل فصل دراسى، يجعل الطلاب فى حالة تذكر دائم للمناهج التى يدرسونها على عكس نظام الإجازة الصيفية الطويلة التى تبعدهم عن المذاكرة لفترات طويلة.
تزامناً مع عودة أقاربها فى مصر للمدارس، استعدت سميرة لدخول فصلها الدراسى الثالث بالمدرسة فى منتصف سبتمبر الحالى، وذلك بعد إجازة قضتها لمدة شهر، وفى اليوم الأول بعد العطلة كان فى استقبالها هى وأصدقائها حفل مدرسى وأنشطة مختلفة بمشاركة معلمى المدرسة، وأكد والدها أن أكثر ما يميز التعليم فى جنوب أفريقيا هو إتاحة فترات طويلة للطلاب فى المراحل الأولى من التعليم للعب والترفيه، وذلك بتخصيص يومين فى الأسبوع للرياضة يحضر فيهما الطالب بالملابس الرياضية بعيداً عن الزى الرسمى للمدرسة، إلى جانب الأنشطة الرياضية، تحرص كل مدرسة على تنظيم احتفالية تعرف بـ«يوم التراث» أو «يوم ثقافى»، وحسب وصف الأب «كل طالب بيحضر فعاليات اليوم بالزى الرسمى لبلده أو القبيلة الأفريقية التابع لها»، فعلى سبيل المثال تحضر ابنته سميرة فى هذا اليوم بالزى الفرعونى، ويحضر الطلاب ذوو الأصول الصينية بالزى الشعبى لدولة الصين وهكذا، ما يجعل الطلاب يحافظون على هويتهم الوطنية، وانتمائهم لبلدهم الأصلى.
7 سنوات، هى المدة الرسمية لمرحلة التعليم الابتدائى فى جنوب أفريقيا، و5 سنوات للمرحلة التى تليها أو كما يطلق عليها «الهاى سكول»، تعتمد فيها المناهج على اللغة الإنجليزية كلغة أساسية، ويدرس طلاب المرحلة الابتدائية مادة الحساب، التى تنقسم إلى كتابين ومادة القراءة ومادة لغة أفريقية يتم تحديدها من بين 11 لغة مستخدمة فى البلاد، حسب لغة المنطقة التى يتبعها كل طالب، حسب قول والد الطالبة سميرة.
«نظام التعليم هنا قوى جداً وحصل على المركز الـ30 لأقوى أنظمة التعليم فى العالم»، هكذا عبر المصرى المقيم بدولة جنوب أفريقيا عن إعجابه الشديد بنظام التعليم الجنوب أفريقى، وذلك لأنه يجمع بين الاهتمام بتدريس المواد والمناهج النظرية إلى جانب الاهتمام بتنمية مهارات الطلاب وتعويدهم على الرياضة، ما يجعلهم مؤهلين بعد التخرج للعمل فى دول أوروبية: «بيتخرجوا عندهم لغة إنجليزية قوية جداً ومهارات تؤهلهم لسوق العمل العالمى».
وحرصاً على صحة الطلاب فى مراحل التعليم الأولى، تخصص مدارس المرحلة مكاناً لكل طالب يترك فيه كتب المقررات الدراسية الخاصة به، فلا يحمل معه إلى المنزل إلا كتاب الواجب المدرسى فقط.