"الكاميرات ولغز الجريمة".. "بدرية" تركت طفلها يأكل "زبالة" ورمت جثته
صورة أرشيفية
"كاميرات المراقبة" كانت صاحبة الكلمة الأقوى والدليل الأبرز الذي ساعد في فك لغز العثور على طفل عمره 18 شهرًا، ملقى في الشارع أمام مستشفى المطرية التعليمي، إذ أظهرت الكاميرات ملامح سيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها وهي تحمل جثة طفل ملفوفة ببطانية أثناء خروجها من المستشفى، وإلقائها في الطريق العام قبل أن تفر هاربة.
24 ساعة فقط من البحث وسقطت والدة الطفل المتهمة في قبضة الشرطة بعد أن حددت المباحث هويتها، وتبين أنها تدعى (بدرية م.- 41 سنة) وتمكنت من القبض عليها بعد مداهمة منزلها، وبمواجهتها قالت: "ابني كان بيلعب جنبي وأنا شغالة، وأكل من صندوق الزبالة، ولما تعب خدته ورحت المستشفي ولما الدكتور كشف عليه قالي ده ميت"، خافت المتهمة من المسائلة القانونية والقبض عليها إذا شرحت تفاصيل الواقعة أمام الأطباء فقررت أن تحمل طفلها، وتخرج من المستشفي في صمت.
دون تفكير وبلا أي رحمة من أم لا تحمل من الكلمة سوي حروفها أسرعت في التخلص من جثة طفلها وإلقائها في شنطة سيارة كابينة، ظنًا منها أنها ستكون في مأوى من العقاب، لكن لم تمر سوى ساعات قليلة وكشفت مباحث القاهرة من خلال مراجعة الكاميرات عن تفاصيل الواقعة.
"مكنتش متخيلة أن الشرطة هتكشف الموضوع بالسرعة دي، وكمان أنا بريئة وابني مات قضاء وقدر، بس اللي حصل إني خفت من الشرطة فتركت الجثة قدام المستشفى"، بهذه الكلمات واصلت المتهمة اعترافها بتفاصيل الجريمة في محضر الشرطة وأنها كانت تعتقد أن صاحب السيارة سيقود سيارته دون الانتباه إلى الجثة الموجودة في الكابينة الثانية لسيارته، وعند وصوله إلي مكان بعيد عن المطرية سيتخلص منها، لكن ما حدث غير ذلك بعد أن كشف صاحب السيارة ما بداخل البطانية وأبلغ القسم بالعثور علي جثة طفلها.
البلاغ
تلقى قسم شرطة المطرية بلاغا من (أحمد ع.- 38 سنة- عامل) مقيم دائرة القسم؛ بعثوره على جثة لطفل يبلغ من العمر حوالى سنتين داخل الصندوق الخلفي لسيارته رقم "ف ج ف 254 ماركة فورد- كابينة مزدوجة" أثناء وقوفها بشارع طه قنديل أمام مستشفي المطرية التعليمي.
المناظرة
تبين من مناظرة جهات التحقيق "الشرطة والنيابة العامة"، أن الطفل ملفوف داخل بطانية خضراء اللون يرتدى بلوفر كحلي اللون وبنطال رمادي اللون ولا توجد به إصابات ظاهرية، وتبين من التحريات وجمع المعلومات ومن خلال فحص الكاميرات بمحل الواقعة أمكن التوصل إلى والدة الطفل وتدعى (بدرية م.- 33 سنة- جامعة قمامة) ومقيمة شارع محمد الأمير، دائرة القسم، وأنها وراء التخلي عنه بمكان العثور عليه.
سقوط المتهمة
ألقت مباحث القاهرة القبض علي المتهمة، وبمواجهتها إنهارت وأعترفت بتفاصيل الواقعة، إنه "بتاريخ 16 أكتوبر الجاري، وأثناء قيامها بجمع القمامة شعر نجلها بحالة إعياء نتيجة تناوله بعض بقايا المأكولات من صندوق القمامة فتوجهت به إلى مستشفىة المطرية التعليمي وتبين وفاته، فقامت باصطحابه خارج المستشفي وتخلصت من الجثة بمكان العثور عليها خشية تعرضها للمسائلة القانونية"، وأقرت بأن الطفل "محمد" ابنها من زوجها "أ. ع."، ولم يتم قيده بدفتر المواليد "ساقط قيد".
قررت نيابة المطرية بإشراف المستشار أحمد عز الدين، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، حبس المتهمة على ذمة التحقيقات، بعد أن واجهت النيابة بتحريات المباحث التي أكدت تنفيذها للجريمة من خلال رصد الكاميرات لها عقب خروجها من المستشفى.