في ذكرى رحيله.. فاروق شوشة: "ديوان شوقيات أول ما قرأت وخصصت شقة للكتب"
فاروق شوشة والاذاعية نادية صالح
كشف الإذاعي والشاعر الراحل فاروق شوشة رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، عن العديد من الجوانب الإنسانية في حياته الأسرية والعائلية، وذلك من خلال تسجيل نادر له مع الإعلامية نادية صالح مقدمة البرنامج الشهير "زيارة لمكتبة فلان"، في بداية التسعينات وتستعرض "الوطن" مقتطفات من تلك الحلقة في ذكرى رحيله.
قال "شوشة" إنه كان محبا للقراءة منذ أن كان في التاسعة من عمره، وذلك بعد أيام قليلة من انتشار وباء "الكوالير" في مصر عام 1948، وفي ذلك الوقت منع تماما خروج الأطفال من المنازل خوفا عليهم من هذا المرض الذي حصد الألف من الأطفال والكبار ففي ذلك الوقت عثر على مكتبة والده التي كانت ممنوعة عليه فيمنع العبث أو اللعب بها.
وتابع في حواره أنه وصل إلى المكتبة وأغلق الباب عليه لمدة 8 ساعات متواصلة قضاها في القراءة مشيرا إلى أن أول كتاب قام بقراءته كان ديوان "شوقيات" والذي كان يمثل أول ديوان لأحمد شوقي، أصدره عندما بلغ الثلاثين عاما، قبل القرن العشرين بعام واحد.
وقال: "بعد أن عاد والدي إلى المنزل اكتشف عدم وجودي فظل يبحث عني في كل مكان حتى عثر عليا في المكتبه المكان المقدس له ولكن الغريب أنه لم يغضب أو يثور بل طلب مني الاستمرارفي القراءة بشرط الحفاظ على سلامة الكتب خاصة وأنها كانت ورثا عن والده".
وأشار "شوشة" في حواره انه كان يذهب لمكان خصصه فوق أحد أشجار الزيتون بجوار منزله عقب عودته من المدرسة للقراءة حتى غروب الشمس حتي أصبحت مكتبه والده ملكا له بعد رحيله ومثلت البذرة الأولى لمكتبته الحالية التي تضم ألاف الكتب والمجلدات.
وأوضح ان الكتب كانت تنتشر في المنزل فكانت زوجته لا تستطيع الجلوس أو استقبال الضيوف حتى قالت له: "يا أنا يا الكتب" فاضطر لتخصيص شقة منفصلة تجمع كتبه الثمينة.
اختتم الراحل حواره النادر قائلا: "أنا أعشق ملمس الكتب ورائحتها ولا يعرف أسرارها سوى من تعامل معها منذ طفولته".