اغتنم الفرصة.. كيف نجا "وردة" من "مركب المواهب الغارق"؟
وردة وإبراهيم وصالح
يعشق المصريون لعبة كرة القدم، ويحظى الموهوبون فيها باهتمام خاص يصل إلى درجة الشغف والولع والتدخل في الأمور الشخصية والحياة الخاصة.
وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتجعل من شغف الجمهور المصري بلاعبيه أكثر خطورة، وتضعهم في مواجهة شرسة مع الحفاظ على ثبات المستوى وتقديم الجديد الذي يبرهن على أحقيتهم في الشهرة ونيل الأمجاد.
ثقافة وفلسفة الوسط الرياضي المصري عامة من جمهور ووسائل إعلام، كان لها دور كبير في القضاء على مواهب كان من الممكن احتوائها بشكل أفصل ومنحها فرصة للتقويم.
تعرض صالح جمعة لاعب النادي الأهلي، لضغط إعلامي وجماهيري يطالب باستبعاده عن القلعة الحمراء وعدم منحه أي فرصة خصوصا بعدما فرط في وجوده بالمنتخب الوطني من قبل، وخروجه من حسابات حسام البدري المدير الفني السابق للنادي الأهلي، وأنهى الفيصلي السعودي إعارته قبل أيام من غلق باب القيد؛ ليجد نفسه مرغمًا على البعد عن المباريات الرسمية ما لا يقل عن 6 أشهر حتى تتاح فرصة قيده في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
صالح جمعة كان من ضمن أفضل 5 صناع للعب في الدوري البرتغالي فترة وجوده في ناسيونال ماديرا متفوقا على كاسيميرو، لاعب بورتو آنذاك، والذي كتب التاريخ مع ريال مدريد بعد ذلك بالحصول على 3 بطولات متتالية لدوري أبطال أوروبا.
محمد إبراهيم لاعب الزمالك، موهبة ضائعة ولاعب وصف من مدرب منتخب الشباب السابق ونجم الأهلي مصطفى يونس بأنه أفضل من محمد صلاح لاعب ليفربول الحالي وزميله السابق تحت قيادة يونس بمنتخب الشباب.
لم يكتب للاعب محمد إبراهيم النجاح في تجربة مارتيمو البرتغالي، وبعد عودته إلى الزمالك تعاطف مع أولتراس الزمالك، وابتعد عن دوره الأساسي كلاعب كرة قدم له واجبات محددة فاصطدم برئيس النادي الذي أصبح يعايره بإنقاذه بعد فشله في الاحتراف.
وتحت قيادة جروس، بدأ إبراهيم في الحصول على فرصة من جديد ولكن حتى الآن لم يقنع جمهور الزمالك، ولم يستطع استعادة تألقه ومستواه المعهود.
أحمد رفعت الذي انضم إلى صفوف الزمالك في الموسم قبل الماضي بعد مفاوضات متعثرة وتمسك شديد من قبل نادي إنبي فريقه السابق، قدم أداء جيد في بداية مشواره مع القلعة البيضاء، ونجح في تسجيل أهداف حاسمة إلى أن تعرض للإصابة قبل مبارة اتحاد الجزائر في دوري أبطال إفريقيا، ومن هذا التوقيت اختفى رفعت وابتعد عن تشكيل مباريات الزمالك رغم توالي العديد من المدربين.
وضع الزمالك أحمد رفعت على قائمة الانتظار، ورفض جروس انتظامه في التدريبات الجماعية للفريق، ليتحول الشاب الذي شهدت بداياته اهتمام عديد من الأندية الأوروبية بالحصول على خدماته وخضع لمعايشة ضمن إشبيلية الإسباني ومن ثم بازل السويسري في فترة وجود النني ومحمد صلاح إلى لاعب مهمش.
على الجانب الآخر يظهر عمرو وردة، لاعب باوك اليوناني، والذي سجل هدفًا "رائعًا" في مباراة مننتخب مصر، أمس، أمام آي سواتيني ضمن التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2019.
اللاعب المتألق والعائد إلى باوك بعد تجربة إعارة رائعة مع فريق أتروميتوس اليوناني، الذي انتقل له بعد ارتكابه أفعال مشينة على وصف مسؤولي فريق فيرينسي البرتغالي واتهامه بالتحرش بزوجات زملائه وفسخ تعاقده وفتح التحقيق معه من قبل المنتخب الوطني والذي نفى فيه كل التهم، وأكد أنه تم الإفتراء عليه.
تجربة وردة الأوربية أفادته كثيرُا حيث نال عقابه واستبعد، لكنه أخذ فرصة جديدة لإثبات نفسه ونجح في اقتناصها وعاد مجددا لقوام هيكتور كوبر المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، وشارك في كأس العالم، والآن هو ضمن التشكيل الأساسي تحت قيادة المكسيكي خافير أجيري.