طلاب كليات «التربية»: الدراسة صعبة ولا تؤهلنا لسوق العمل
ليندا
آلاف يقدمون رغباتهم كل عام عبر موقع التنسيق الإلكترونى لدراسة مجال معين، بعضهم يطمح إلى كليات القمة والبعض الآخر لم يسعفه مجموعه فالتحق بما يسمى «كليات الشعب»، وغيرهم لم يطمحوا أصلاً وسعوا وراء تحقيق حلمهم بالقبول فى «كلية التربية» لإيمانهم بالدور العظيم والمقدس للمعلم.
«قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً».. عبارة ظلت عالقه فى ذهن أحمد حمدى، 24 سنة، الذى حول مجال دراسته من «هندسة - مدنى» بعد أن كان طالباً فى الفرقة الأولى ليلتحق بـ«تربية حلوان»، قسم كيمياء: «السبب الرئيسى اللى خلانى أحول لكلية تربية هو إن كان نفسى أغير فكرة المدرس عند الطلبة لأن أغلب المدرسين مش محبوبين وبيمثلوا نموذج مخيف ومرعب للطلاب»، ويصف «حمدى» طبيعة الدراسة فى كليته بـ«الصعبة للغاية»، حيث يتعين على الطلاب دراسة 10 مواد خلال التيرم الدراسى الواحد: «7 مواد علمى و3 تربوى»، منها ما ليس له علاقة بمجال دراسته: «أنا فى قسم كيمياء.. ليه بقى أدرس رياضة بحتة مش هستفيد منها إطلاقاً بعد كده، مع إنهم لو استغنوا عنها واهتموا بالتطبيق العملى فى المواد التربوية هنستفيد أكتر»، وما يزيد من صعوبة الأمر هو نظام الامتحانات سواء فى منتصف التيرم أو نهاية العام، حيث تكون بنظام «يوم ويوم»: «نظام يوم امتحان ويوم إجازة ده مرهق جداً، ولما كلمنا المسئول عن الجداول قال لنا إنهم مضطرين يعملوا كده بسبب المواد الكتير اللى عندنا.. يا دوب نلحق نخلص».
«أحمد»: «بندرس مواد مش هنستفيد منها بعد التخرج» و«ليندا»: «المواد التربوية اللى بندرسها المفروض بنطبقها عملى»
لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للطالبة ليندا وجيه، التى تدرس بالفرقة الثالثة، شعبة جغرافيا، جامعة عين شمس، وتقول إن كليتها تعتمد فى الدراسة على المواد النظرية، ورغم وجود مواد عملية فإنها تعامل معاملة النظرية أيضاً: «المواد التربوية اللى بندرسها المفروض بنطبقها عملى، وده ما بيحصلش وبندرسها نظرى بس، وده بالنسبة لى مالوش لازمة»، وقالت إن لائحة المواد فى قسم الجغرافيا تنص على ضرورة وجود دراسات ميدانية بسبب طبيعة الدراسة، إلا أن كل هذه التعليمات تظل دائماً حبراً على ورق.
«لازم بعد البكالوريوس أحضر دراسات عليا عشان أقدر أستفيد بشهادتى».. بهذه الكلمات بدأت علياء محمد، الطالبة بكلية التربية قسم التعليم الأساسى بجامعة دمنهور، حديثها عن الصعوبات التى تواجهها لتتمكن من العمل بشهادتها وتجنى عائداً مادياً يعوضها عن سنوات الدراسة المرهقة.