بالفيديو| "موت وخراب ديار".. طارق فقد أسرته وبيته بانفجار ماسورة غاز: "قاعد في الشارع"
وقع الانفجار الذي تسبب في وفاة 4 أفراد حتى الآن من أسرته.. طارق يكشف السبب الحقيقي للانفجار ويروي تفاصيل اليوم الدامي
4 ضحايا ومصابان ما زالا ينتظران مصيرهما المعلق بين الموت والحياة، عائلة كاملة تبعثرت بعد انفجار ماسورة غاز في شقتهم الكائنة في شارع 117 بالمجاورة 6 في المشروع الأمريكي بحلوان، أودى بحياة طفلين وجدهما وجدتهما تباعًا، بينما تنتظر الأم والأخ الأصغر مصيرهما في مستشفيات وزارة الصحة، ويدور الأب طارق عبدالله طارق، في دائرة مفرغة من مستشفى لآخر، يطمئن على أحدهم ثم يستلم جثة الآخر ليدفنه في مسقط رأسه في بقنا، قبل أن يعود للدوران في الدائرة نفسها، متحاملًا على آلامه وإصاباته.
فوق سرير بقسم عناية الحروق في مستشفى إمبابة العام، يجلس طارق بجوار ابنه صاحب التسعة أشهر، والجسد الملفوف بشاشٍ لتغطية الحريق، بينما يظهر وجهه المشوه، يروي قصة الانفجار المأساوي.
طارق: المستشفيات رفضت تستقبل أهلي المحروقين وكل واحد مات في مستشفى
"الشقة دي مكملتش فيها أسبوعين، بعد ما نزلت من الدور الرابع للتالت عشان صاحب البيت بينكسه" كلمات بدأ بها الرجل المكلوم قصته، حيث جهز الشقة الجديدة، وأحضر والديه يوم 25 سبتمبر، قبل الحادث بـ3 أيام، ليمكثا مع أبنائه الثلاثة، أحمد ويوسف وعبدالله.
يوم 26 سبتمبر، حدث تسرب غاز بالشقة، واتصل طارق بصاحب العقار، والذي أخبر بدوره شركة الغاز التي حضر مندوبوها في اليوم نفسه، وركب توصيلة صغيرة بجوار "عداد" الغاز، في بضعة دقائق، ثم رحلوا بعد عمل اختبار للغاز باستخدام "مية ببيريل مواعين".
بعد إصلاح ماسورة الغاز بيومين، وتحديدًا الجمعة 28 سبتمبر، بينما يجلس طارق في غرفته وتحضر زوجته الطعام في المطبخ، سمعها تصرخ بقوة، فخرج مذعورًا ووجد أمامه الكارثة "مراتي مرمية ومولعة، وحيطة الأوضة اللي فيها أبويا وابني يوسف مهدودة وهم واقعين في الشارع من التالت".
الصدمة حركت الرجل الثلاثيني، حمل زوجته وأبناءه الثلاثة تباعًا، وهرول بهم للمستشفيات، التي بدأ معها رحلةً طويلة، بين رفض استقبال جميع الحالات أو بعضها، حتى توزعوا على مستشفيات عدة.
الأب المكلوم: عاوز حق عيلتي ومكان أقعد فيه
"أبويا مات في مستشفى حلوان العام وأمي ماتت في مستشفى المنيرة، وأحمد مات في مستشفى إمبابة العام اللي رفضت تستقبل يوسف وحولته لمستشفى الحروق في الشرقية اللي مات فيها"، هكذا وصف "طارق" المأساة،.
ورغم تحميل شركة "تاون جاس" الرجل مسؤولية الانفجار، فإنه متيقن من تسبب تلك "الوصلة" التي وضعها مندوبوها في حدوث الانفجار، فالشركة لم تذكر أنها أصلحت الغاز في الشقة رغم إثبات كاميرات المراقبة في الشارع وجودهم قبل الانفجار بيومين.
طارق، الذي فقد عمله "فرد أمن" بأحد الشركات، أصبح يبيت في الشارع بعد انفجار منزله، وعدم قدرته على الذهاب لبيت والده "أنا ببات في الشارع"، يشكو الأب من حق عائلته الذي هدر بعد تهديد شركة الغاز بطلب تعويض ضخم منه حال تقديمه بلاغ، ويرغب في محاسبة المقصرين بالمستشفيات المختلفة بسبب التقصير والإهمال وعدم استقبال أفراد عائلته المتضررين من الانفجار "عاوز حق اللي ماتوا ومكان أقعد فيه وأعرف أعالج ابني ومراتي قبل ما يموتوا هما كمان".