شارع «السيدة» لا يزال يعلن الحداد: شهيدان فى الثورة و30 فى حادث بورسعيد.. اقروا الفاتحة
فى منطقة السيدة عائشة لا أحد يجهل شارع السيدة الذى تم تغيير اسمه إلى شارع الشهداء، فهذا الشارع قدم منذ ثورة يناير حتى الآن 32 شهيدا، اثنين منهم سقطا فى ميدان التحرير أثناء الثورة والثلاثين الآخرين سقطوا ضحايا فى مذبحة بورسعيد، ولهذا سمى الشارع بهذا الاسم.
رغم مرور وقت طويل على رحيل شهداء الشارع فإن الحزن لا يزال يخيم على مدخله، المزين بشارة سوداء وصور الشهداء، وعلى أهاليه الذين لا يزالون متشحين بالسواد.
البداية مع شارع الشهداء كانت فى يناير 2011، عندما سقط شهيدان من أبناء المنطقة فى الميدان، فخيم الحزن على الشارع لشهور طويلة تلت الثورة، وما إن بدأ الشارع فى التعافى من جرح فقدان اثنين من خيرة شبابه حتى وقع الحادث الأبشع، فأكثر من ثلاثين شاباً، من أبناء الشارع، سقطوا فى يوم واحد، فى أحداث بورسعيد، فعاد الحزن والأسى يخيمان على الشارع مرة أخرى، على مدار شهور عديدة.
صرخات «أم حمو»، إحدى أمهات الشهداء، لا يزال سكان المنطقة يتذكرونها حتى الآن، ويتذكرون مشهد وقوعها على الأرض من شدة البكاء بعد أن وصل إليها خبر وفاة ابنها، ضمن أحداث بورسعيد.
ليست «أم حمو» فقط، فصرخات أمهات الضحايا لا تزال تدوى فى أرجاء الشارع الحزين، فـ«حمو» وثلاثون شاباً من جيرانه كانوا قد اتفقوا على السفر مع بعضهم البعض، لتشجيع فريقهم المفضل فى بورسعيد، وما هى إلا ساعات قليلة ووصل خبر وفاتهم فى أحداث بورسعيد، ليعلن الشارع بعدها حالة الحداد على أرواح الشهداء.
«محمد الكيلانى»، أحد شباب المنطقة، ومن أصدقاء الشهداء، يرى أن الشارع تغير كثيراً بعد وفاة شباب الألتراس، فقد غاب صوت «حمو» وهو يصرخ فى أصدقائه للتجمع ولعب كرة القدم بالشارع، متسائلاً: «أين ابتساماته وضحكاته هو وأصدقائه من شباب الألتراس، التى كانت تملأ الشارع؟».
قرر «محمد» أن يحتفى بالشهداء، وأن يرسل رسالة للجميع، بأن شارع السيدة «كله رجالة وسقط منه أكبر شهدا فى مصر»، فعلق صور الشهداء فى الشارع، وفى مقدمتها صورة «حمو».
رغم تكريم اتحاد الكرة وحضور عدد من اللاعبين، مثل أبوتريكة وبركات، إلى أهالى الشهداء، فإن «محمد» يرى أنه غير كافٍ، ولا يطفئ نار الشارع الذى ينتظر القصاص.