"عطية" يلقى حجرا في المياه الراكدة.. النقاب جدل يتجدد بين السلفية والأزهر
النقاب - صورة أرشيفية
كمن ألقى حجرا في المياه الراكدة، جددت تصريحات الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، حول النقاب حالة الجدل بين السلفية والأزاهرة حول حكم ارتداء المرأة للنقاب، حين انتقد المنتقبات، قائلاً "أحزن كلما أرى سيدة ترتدي النقاب"، مشددًا على أن الأزهر لا يدعو لارتدائه.
حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية تطوع للدفاع عن المنتقبات حيث أصدر الدكتور أحمد خليل خيرالله، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، بيانًا اليوم، استنكر فيه تصريحات «عطية» ووصفها بالـ"مسيئة للمنتقبات".
وقال «خيرالله»، في بيانه عبر الصفحة الرسمية للحزب: «كان من الأجدر بالدكتور مبروك عطية، أن يتحلى ويتبع المنهج النبوي من خلال الرفق واللين في الموعظة، بدلا من أسلوب السخرية والاستهزاء الذي اتبعه؛ متعجبًا من أسلوبه الذي وصل إلى استخدام ألفاظ وعبارات لا تليق بمن يتصدر للدعوة، ناهيك عن أستاذ جامعي يفترض أنه مربي أجيال وينتمى لأعرق مؤسسة دعوية وإسلامية وهي الأزهر الشريف.
وتابع: «لا أتحدث عن الحكم الشرعي، الذي حسمه علماء الأزهر والفقهاء الأجلاء منذ زمن بعيد، ولكن أتحدث عن العبارات والإساءات التي سببها الدكتور مبروك، لجموع غفيرة من المنتقبات في كل ربوع مصر سواء كان ارتدائه تدينا بالنسبة لهن أو أنه جزء من عادات وتقاليد الزي المحتشم لبعض بنات القبائل العربية وأرياف وصعيد مصر».
وطالب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور «عطية» أن يعتذر للجميع عن ما بدر منه سواء ألفاظ أو سلوك غير قويم؛ مشددًا على ضرورة أن يكون اعتذاراه في المقام الأول للأزهر صاحب المنهج المنضبط بالدعوة الحسنة عن الضرر الذي لحقه جراء هذا الأسلوب غير القويم، والعبارات غير الحسنة، التي تسيئ للأزهر ممن يفترض انتسابه إليه؛ ويعتذر ثانيًا لجموع المنتقبات في جميع أنحاء البلاد عن تلك العبارات المُسيئة إليهن فهن "أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ولا يليق ابدأ لكائنٍ من كان أن يتعرض لهن بأي إساءة كانت وهن نصف المجتمع ومسئولات عن نصفه الآخر تربية وتنشئة ورعاية"- حسب قوله.
وأضاف: «عبارات عطية تؤدي إلى تكدير السلم المجتمعي العام، والتعدي على حقوق أبناء المجتمع، متعجبًا من حرص البعض سواء بقصد أو بغير قصد على إثارة مشكلات مجتمعية ذات آثار سيئة على السلم والأمن المجتمعي والسعي إلى فرض رأي معين على المجتمع، وما يترتب على ذلك من آثار جانبية وخيمة».
وخاطب رئيس برلمانية النور الدكتور مبروك عطية قائلا: "أحترم شخصك وأرفض عباراتك المسيئة ونصيحتي لشخصك الكريم في برامجك القادمة ليتك لا تحمل وردة في يدك طالما قررت أن تحمل الشوك في لسانك، فمصر بالجميع وللجميع رغم أنف كل متعصب أو غير مسؤول".
وهاجم الدكتور محمد الزغبي القيادي السلفي البارز «عطية»، قائلا: «سلمت الراقصات والمتبرجات من الدكتور مبروك عطية ولم تسلم منه المنتقبات، والأزهر من رأسه لرجله يؤيد النقاب ولا يرفضه.
وأفتى عدد من مشايخ السلفية بوجود النقاب ومنهم الشيخ مصطفى العدوي عضو مجلس شورى علماء السلفية واصفاً المرأة بالعورة التي يجب أن تغطيتها، مصداقاً لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».
فيما وصف الشيخ أبوإسحاق الحويني القيادي السلفي البارز من يصف النقاب بأنه حرام، بأنه ليس عالم، إنما أهل العلم يرون أنه مستحب وأنه واجب.
علي الجانب الأخر، أجرت «الوطن» اتصالات بالدكتور مبروك عطية ولم يرد، فيما شهدت صفحات أزهرية هجوما على السلفية، مؤكدين أن الأزهر لا يعترف بالحجاب، ونشرت صفحات الأزهريين فيديو للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، صاحب الرأي الحاسم في حكم ارتداء النقاب وذلك خلال برنامجه «الإمام الطيب» فأكد أن النقاب ليس فرضا ليس سنة ليس مستحبا، مضيفاً: «هو أمر مباح، ولا أستطيع أن أقول لمن تلبسه إنك تفعلين أمر شرعي، وستجازين عليه، فهو أمر في دائرة المباح، فللمرأة أن تلبسه أو تخلعه، فهو كلبس الخاتم وخلعه فهو من باب الزينة، والمباحات لا يتعلق به أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب».
وهاجمت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، السلفية مشيدة بتصريحات الدكتور مبروك عطية، مؤكدة أن النقاب ليس من الإسلام وليس من الأزهر بل هو عادة عادة يهودية قديمة، وما نعترف به هو الحجاب، فقال الله تعالي "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ"، فالجيوب هي الصدور ، وما فُرض على نساء النبي ليس مفروضا على كل النساء.
وأكدت «نصير» لـ«الوطن» أن تصريحات مشايخ السلفية لا تستند لعلم بل لأهواء شخصية، فهؤلاء لديهم شطط وجنون.
فيما أكدت دار الافتاء، عبر موقعها الرسمي أن الزيُّ الشرعيُّ المطلوبُ من المرأةِ المسلمة هو أيُّ زيٍّ لا يصفُ مفاتنَ الجسدِ ولا يشف، ويسترُ الجسم كلًّهُ ما عدا الوجهَ والكفين، ولا مانع كذلك أن تلبسَ المرأةُ الملابسَ الملونةَ بشرط ألا تكون لافتةً للنظرِ أو تثيرُ الفتنة، فإذا تحققت هذه الشروط على أي زيِّ جاز للمرأةِ المسلمةِ أن ترتديَهُ وتخرج به.
أما نقابُ المرأةِ الذي تغطي به وجهَهَا وقفازها الذي تغطي به كفها فجمهور الأمَّةِ على أنَّ ذلك ليس واجبًا وأنه يجوز لها أن تكشفَ وجههَا وكفَّيهَا أخذًا من قول الله تعالى: «وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا».