مع تسلم سوريا "إس 300".. هل تتوقف إسرائيل عن ضرباتها؟
قصف إسرائيلي سابق على سوريا
نشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، فيديو يظهر تسليم أنظمة الدفاع الجوي "إس-300" إلى سوريا.
ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية في نشرتها باللغة الإنجليزية عن الوزارة قولها في بيان، إن الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام الروسية يظهر صواريخ "إس-300" يتم إنزالها من طائرة الشحن الاستراتيجية "أنتونوف -124- 100 روسلان" في قاعدة "حميميم" بسوريا.
في المقابل، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، اليوم، أن بلاده غير راضية عن وصول منظومة "إس-300" الصاروخية الروسية إلى سوريا، لكن "تل أبيب" لا يمكنها الاستغناء عن مواصلة عملياتها العسكرية هناك.
وفي أول تعليق على إعلان نظيره الروسي سيرجي شويجو أمس عن وصول "إس-300" إلى يد الجيش السوري، قال ليبرمان في تصريح إذاعي اليوم الأربعاء: "لا أستطيع القول إننا راضون عن وجود (إس-300) في سوريا، لكن بالنسبة لنا هذا الموضوع لا يقبل أي خيار آخر، لا مجال هنا للتهرب من اتخاذ القرارات".
مؤشرات تؤكد بشكل قاطع أن روسيا كانت جادة فيما وعدت به، ومنحت سوريا هذه المنظومة التي أبرز مواصفاتها ما يلي:
- يوجد منها عدة نُسخ مثل "إس 300 بي".
- تم إنتاجها في عهد الاتحاد السوفيتي ودخلت الخدمة عام 1978.
- منها نسخ مطورة تشبه "باتريوت باك 2" الأمريكية.
- يمكن تثبيتها في مكان أو استخدامها على مركبات متحركة.
- تعتمد نظرية عمل صواريخها على استخدام رأس حربي وزنه 133 كجم شديد الانفجار.
- يمكن للرأس الحربي تدمير الهدف دون الحاجة إلى الاصطدام المباشر.
- يتم تجهيزها بـ3 أنواع من الصواريخ يصل مدى أحدها الأقصى إلى 47 كم.
- يصل مدى الصاروخين الآخرين إلى 75 كم، و150 كم على التوالي.
- يعد النظام الصاروخي "أنتي 2500" إصدار حديث من "إس 300"، ويصل مدى صواريخه إلى أكثر من 250 كم.
- يمكن للصواريخ الروسية بنسخها المختلفة أن تسقط أهدافا جوية متحركة بسرعة تتراوح بين 4300 إلى 10 آلاف كم/ ساعة.
وتتولّى القوات الروسية حاليا تشغيل صواريخ "إس- 300" المنتشرة قرب قاعدتها البحرية في طرطوس، وصواريخ "إس-400" الأكثر تطورا المنتشرة في محيط قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية.
لكن أمام تلك المواصفات فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تتوقف إسرائيل عن ضرباتها على سوريا؟، وهو السؤال الذي توجه به "الوطن" إلى الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، والذي استبعد، أن تتوقف إسرائيل عن تلك الممارسات التي تكثفها منذ 2011 وحتى الآن.
وقال إسماعيل: "إسرائيل تعتر هذه العمليات جزءا رئيسيا لحماية أمنها القومي، وهي تخشى أي تحرك إيراني في سوريا قد يهدد أمنها القومي"، مضيفا: "وبالتالي إلى جانب التفوق العسكري الإسرائيلي، لا أتصور أن تل أبيب ستتوقف عن هذه العمليات".
ويرى الباحث في العلاقات الدولية، أن "إسرائيل في الوقت ذاته تخشى حال توقفها عن تلك العمليات أن تهتز صورتها في المنطقة، كما حدث معها في الحرب اللبنانية 2006، والتوقف سيعني اهتزاز لصورة إسرائيل".
وتابع: "تل أبيب في الوقت ذاته لا يهمها هنا ما إذا كان أي تصرف ستقوم به ضد سوريا يلقى قبولا لدى روسيا أم لا".
ولا تتوانى إسرائيل في استهداف أي هدف تعتبره تهديدا لأمنها خلال السنوات الأخيرة في سوريا.
وأصدر الكرملين أوامره بتسليم دمشق هذه المنظومات الدفاعية المتطوّرة بعد أسبوع من إسقاط الدفاعات الجوية السورية من طريق الخطأ طائرة "إليوشين-20" روسية فوق البحر المتوسط، أثناء تصدّيها لغارة جوية إسرائيلية في حادثة أدّت إلى مقتل 15 عسكريا روسيا، ولم تتوان روسيا عن تحميل إسرائيل المسئولية عنها.
يذكر أن روسيا بدأت تدخلها العسكري في سوريا سبتمبر العام 2015، وساهمت منذ ذلك الحين بتغيير المعادلة على الأرض لصالح القوات الحكومية، التي حقّقت انتصارات متتالية على حساب الفصائل المعارضة وتنظيم "داعش" الإرهابي على حد سواء.
وباتت القوات الحكومية تسيطر على أكثر من ثلثي مساحة البلاد.