المنوفية.. تحرش وتأخر مواعيد ورشق بالحجارة «كل يوم»
أحد قطارات السكة الحديد - صورة أرشيفية
لعقود طويلة، لم تخسر القطارات الأفضلية بين وسائل النقل بمحافظة المنوفية، بالرغم من الزحام الشديد، والتكدس، وتأخر المواعيد، وتهالك العربات، بسبب كونها الوسيلة الأرخص والأنسب لطلاب الجامعات والموظفين، خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود التى صاحبها زيادة كبيرة فى تعريفة ركوب وسائل المواصلات الأخرى، مما يشكل عبئاً مادياً كبيراً على كثير من الأسر، كما أن القطارات تصل إلى مناطق يصعب الوصول إليها بالوسائل الأخرى، إلا بمزيد من التكاليف والجهد، وركوب أكثر من سيارة، خاصة فى القرى النائية بمراكز أشمون ومنوف، وتزيد صعوبة الأمر مع بدء الدراسة، لتتضاعف أعداد الركاب، وتتفاقم المشاكل والمعاناة اليومية لركاب خط «القاهرة- أشمون- منوف- طنطا»، الذى يمر بأغلب مدن ومراكز المحافظة.
ساعات طويلة يمضيها الركاب فى انتظار القطار «المنقذ»، الوسيلة الوحيدة لأهالى المناطق النائية لإنهاء عزلتها عن باقى مدن ومراكز المنوفية، بوسيلة نقل مباشرة تربطها بالمدن الكبرى، مثل القاهرة وطنطا والإسكندرية، وقال «محمد كامل»، طالب من مركز أشمون، إن قطار «أشمون- القاهرة» هو الخيار الوحيد له وللعديد من زملائه للوصول إلى كلياتهم فى القاهرة، واعتبر أن «البديل صعب ومكلف». وأضاف «كامل» قائلاً: «فى أوقات كثيرة نضطر مجبرين لانتظار القطار المتأخر دائماً عن موعده، مما يتسبب فى مضاعفة تكدس الركاب والزحام».
«كامل»: البديل صعب ومكلف.. وطالبة: نضطر لركوبه فى الإجازات لتجنب المضايقات
أما محطة القطارات فى قرية «دروة»، التابعة لمركز أشمون، فقد أصبح لها شهرة من نوع آخر، اعتاد عليها غالبية الركاب، فعند مرور القطار أمام القرية، يتوجب عليهم الابتعاد عن النوافذ والأبواب قدر الإمكان، أو إغلاق السليم منها بإحكام، حتى لا يصيبهم أحد الحجارة التى يلقيها الأطفال على القطار بصورة يومية، كنوع من «التسلية»، فى ظل غياب الرقابة، وعدم وجود أسوار على جانبَى الخط الحديدى، مما يتسبب فى حدوث بعض الإصابات بين الركاب، من فترة إلى أخرى.
«مشهد يوم الحشر»، هكذا وصفت «أسماء عادل»، طالبة جامعية، معاناتها مع قطار القاهرة، وقالت إن «ظاهرة التكدس والزحام عادة ما تكون مقصداً للمتحرشين بالفتيات، فى ظل عدم وجود مقاعد لهن، مما يضطرهن إلى الوقوف فى الطرقة، خاصة فى أوقات الدراسة»، وأضافت: «فى كثير من الأحيان نضطر إلى ركوب القطار فى أيام الإجازة من كل أسبوع، للمكوث فى المدن الجامعية، تجنباً للزحام والتكدس والتحرش»، وأضافت: «أعرف طالبات يضطررن للمكوث بالسكن فى المدينة الجامعية لأكثر من أسبوع دون الذهاب إلى منازلهم، بسبب الزحام، وكذلك ارتفاع أسعار المواصلات الأخرى، بعد زيادة أسعار البنزين والسولار».
أما «إبراهيم عبدالسيد»، من أهالى قرية «شما»، فقال إن مواعيد القطارات غير منتظمة وبعضها يتعطل أغلب الوقت فى معظم المحطات، معتبراً أن القطارات هى وسيلة المواصلات الوحيدة بين قريته ومدينة شبين الكوم أو القاهرة، وأكد أن تزاحم الركاب يتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث يومياً.
ومن جانبه، أكد مسئول بمحطة قطارات المنوفية، طلب من «الوطن» عدم ذكر اسمه، أن خط السكة الحديد الأهم فى المحافظة يبدأ من القاهرة وينتهى بمحطة قطارات طنطا، ويشمل أكبر عدد ممكن من المدن والمراكز، حيث يبدأ جغرافياً من المنوفية بمركز أشمون، مروراً بمركز منوف، إلى محطات شبين الكوم، والشهداء، وتلا، إلى أن يصل إلى محطة طنطا.
وعن ظاهرة التسطيح فوق القطارات، أكد المصدر أنه من النادر جداً رصد هذه الظاهرة فى محطات القطارات بالمنوفية، مشيراً إلى أنه عادة ما يكون عدد من يُقبلون على التسطيح قليلاً جداً، ويتم التعامل معهم من خلال أمن كل محطة.