في رحلة الشقا.. "عم طلعت" من نجار لبائع بيض على "تروسيكل": "السن يحكم"
عم طلعت
مع بلوغه الـ70 عامًا ودع "عم طلعت" مهنته كنجار بعد سنوات شقاء وحلت محلها الوحدة، التي قرر الهروب منها بالمجيء إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل تناسب ظروفه، لم يجد أمامه سوى الوقوف على تروسيكل يبيع البيض "ملاقتش غيرها قدامي والسن مش مساعد".
يتقاضى "عم طلعت" أجرة 50 جنيهًا في اليوم، ينفقها بأكملها على طعامه واحتياجاته اليومية ويعود كل أسبوعين لزوجته في مسقط رأسه بالمنصورة محتفظًا بأجرة العودة في جيبه فقط "أحسن ما أفضل بين أربع حيطان بكلم نفسي".
تزوج أبنائه وانشغل كل منهم في حياته وبقى "عم طلعت" وحيدًا مكانه بلا دخل يعينه على استكمال المتبقى في حياته "قولت أمشي أصرف على نفسي بدل ما نبقى اتنين مش لاقيين اللي يسأل فينا"، وفر له صاحب العمر سكن متواضع للمبيت فيه بدار السلام، يستيقظ يوميًا من الثامنة صباحًا يقف على الفرش ينادي على الزبائن لشراء البيض بمعدل جنيه للواحدة، يبيع ما يقرب من 20 طبق ويغادر مع آذان العشاء "بنبيع أكتر من المحلات عشان رخيص".
بدأ رحلته قبل عام واستطاع أن يربي زبونًا يثق في منتجه الذي ينخفض سعره للنصف عن تسعيرة المحلات، اقترح على صاحب العمل بيع كنافة وجلاش بجوار البيض لكن حرارة الشمس قضت عليها سريعًا "جبتها من أسبوع وباظت، رميت 30 كيلو جلاش و10 كنافة في الزبالة".
يحكي أنه الأكبر سنًا من بين العاملين معه، إلا إنه متفوق عليهم جميعًا في بيع أكبر عدد من أطباق البيض، لحسن معاملته مع الناس وتخفيض سعر الواحدة أحيانًا لـ80 قرشًا: محلات كتير مضايقة مننا وبيقولوا بتحاربنا في رزقنا، يشغل باله ظروف المواطن البسيط الذي يحلم بتوفير قوت يومه فقط للهرب من الجوع: الغلابة كتير وعايزين يعيشوا.