«روبى» بعد 40 سنة «نحت»: فرشة فى السيدة عيشة وورشة رخام وشغل فرعونى.. «لعلمك أنا بقيت علامة تجارية»
ينظر «روبى» فى ساعة معلقة على حائط.. إنها الرابعة عصرا وقت قيلولة والدته وإخوته، لكنها ساعة الفن عند أبيه. يسير على أطراف أصابعه الصغيرة حتى لا يوقظ أحدا. وبمجرد وصوله إلى غرفة أبيه لا يطرق الباب بل يقرر الدخول بهدوء.
يجلس فى ركن يراقب والده وهو يبتكر أشكالا فرعونية مدهشة من خلال النحت على رخام الـ«ألاباستا». ترتسم علامات التعجب على ملامحه البريئة رغم أنه لم يتجاوز الـ5 سنوات. يشعر أنه سيصبح مثل والده ذات يوم، بل سيتفوق عليه.
أربعون عاماً مرت على عم «روبى محمد» وما زال يتذكر بداية تعلمه النحت على يد والده، بعد ذلك سعى إلى تحقيق حلمه بإنشاء مدرسة النحت الخاصة به ليقدم للمصريين والعالم إبداعه. منحوتات رخامية ملونة بألوان البحر والسماء اتخذت أشكال أوانٍ ومزهريات فارسية وزجاجات ووجوه وتماثيل فرعونية فرشها «عم روبى» أمام ورشته فى ميدان السيدة عائشة لتجذب أعين الناظرين بعيدا عن أجواء القاهرة الخانقة.
«حب النحت يجرى فى دمى.. وهو ما دفعنى للسفر بحثا عن الجديد فى هذا المجال».. كلمات «روبى» المقتضبة تلخص عشرين عاما من التجوال فى البلدان العربية، للتعرف على آثار كل بلد يستوحى منه أشكالا جديدة لمنحوتاته الرخامية. لا يحب «شغل المكن»: «كل شغلى يدوى.. مفيش حتة بتطلع من إيدى إلا ولازم أسيب فيها جزء منى». بعد ذلك قرر فتح ورشته الصغيرة لإنتاج الرخام والشغل اليدوى الفرعونى الذى يأتى إليه السائحون من كل أنحاء العالم: «روبى بقى علامة تجارية عند الأجانب».. كلمات «روبى» تبرر إقبال زبائنه حبا فى «توليفته الفنية» التى تمزج بين الفن الفرعونى والحضارة البابلية فى العراق: «الناس بره تعرف اسمى أكتر من ولاد البلد هنا».