المقتحم الأعزل لدشمة قناصة الاحتلال يروي لـ"الوطن" لحظات البطولة
الشاب الفلسطيني زقوت أثناء اقتحام الدشمة الإسرائيلية
براء زقوت أبو البراء، شاب فلسطيني، أصبح مثار حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد العمل البطولي الذي أقدم عليه خلال فعاليات الجمعة الماضية لمسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
"ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون" كانت الرسالة الأبرز للشاب الفلسطيني عندما اقتحم الدشمة العسكرية التي يتحصن فيها عشرات الجنود الإسرائيليين، إذ أراد زقوت أن يثبت للعالم بأسره أن جنود الاحتلال الإسرائيلي عبارة عن "أيادي مرتعشة تحمل بنادق"، وأن الشعب الفلسطيني قادر على أن صناعة المستحيل.
زقوت روى لـ"الوطن" تفاصيل الدقائق الأكثر إثارة في مسيرات العودة، حيث خرج من منزله في قطاع غزة بعد صلاة العصر للمشاركة في المسيرة الأسبوعية المناهضة للحصار المفروش على القطاع الفلسطيني، مؤكدا أن المتظاهرين يتوجهون كل يوم جمعة للتعبير عن رفضهم لممارسات الاحتلال منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة للقدس.
"سكان مخيمات قطاع غزة، من شمال القطاع والملكة والبريج وخان يونس ورفح، وأنا معهم نتوجه للحدود ولا توجد فوارق بين أطياف الشعب المشاركة في المسيرات، فأنا شاركت بجميع المسيرات وأدرس التربية الإسلامية في جامعة القدس الفتوحة وسأتخرج الأسبوع القادم"، حسب قول زقوت.
توجه الشاب الفلسطيني الثائر، لمخيم الملكة بعد صلاة العصر وبدأ الشباب في إشعال عشرات إطارات السيارات "الكاوتشوك"، ما أدى لتصاعد سحب الدخان في جميع أنحاء المكان، للتغطية على القناصة الإسرائيليين الذين بدأوا في استهداف المدنيين بالرصاص المتفجر، لتتخلف الكثير من الإصابات بين الشباب والسيدات والأطفال، ما جعله يتخذ القرار في أقل من جزء في الثانية نظرا لأن المشهد تقشعر له الأبدان من قسوته.
يصمت زقوت لبرهة ليسترجع ما حدث "أردت أن أوصل رسالة للعالم بأن الشباب الفلسطيني يستطيع الانتصار على المحتل الصهيوني، ووجدت طفلا صغيرا لا يتعدى 10 سنوات يقص السلك الشائك، وهذا ما جعلني متحمسا، وأعطاني دافع للانتقام من هؤلاء الجنود مرتعشي الأيدي، وتقدمت إلى الدشمة التي كان يتحصن بها القناصة الإسرائيليين، ليستهدفوني بقنابل الغاز".
الخطوات الأولى على أرض الأجداد كانت مميزة، فالسيارة المصفحة خلفه والدشمة أمامه، ليقرر الصعود إلى الدشمة قبل أن يطلق عليه الجنود النيران بكثافة لينسحب بسرعة بعدما وصل إلى القمة، لكنه فقد قبعته التي تحميه من الشمس.
رحلة العودة إلى السلك الشائك مرت كسنوات طويلة على الشاب الفلسطيني الذي لم ير الفتحة التي أحدثها الطفل الصغير ليعبر منها بسبب كثافة النيران الإسرائيلية وقنابل الغاز ودخان الكاوتشوك، ليشعر بورطة كبيرة، لكن السيارة الجيب التابعة لجيش الاحتلال توقفت أمامه ولم يستطع قائدها التقدم أكثر من 50 مترا، لأنه اعتقد أنه فدائي يحمل سلاحا ناريا.
بعدما وجد زقوت الفتحة وعاد مرة أخرى إلى الجانب الفلسطيني، قرر تكرار ما فعله الجمعة الماضية، لكن دون أي انسحاب مهما كانت كثافة النيران.