"حذاء وكيس شيبسي ودماء على الجدران".. ما تبقى من "مذبحة الحوامدية"
المكان الذي كان يجلس فيها ضحايا المذبحة الاسرية فى الحوامدية
"حذاء، آثار دماء على الجدران، باقي طعام الأطفال شيبسي، فوارغ طلقات"، كل ما تبقي داخل المنزل رقم "8" الكائن بمدينة الحوامدية جنوب محافظة الجيزة، الذي شهد المذبحة الأسرية صباح أمس.
المذبحة التي ارتكبها مزارع وقتل 3 من أفراد عائلته وهم جدته "سعاد" 80 سنة ربة منزل، و زوجة عمه "أمل" 50 سنة ربة منزل، وابنتها "منة" 16 سنة، طالبة، وأصاب 3 آخرين وهم عمه "جمال"، 50 سنة عامل، وابنائه "نورا" 18 سنة، طالبة، و"مروان" 7 سنوات، بسبب خلافات على الميراث، هو المنزل الذي شهد الجريمة.
"الوطن" انتقلت إلى مكان الواقعة وبالتحديد إلى المنزل رقم "8" بسهولة تتعرف عليه تجد عليه لافتة مكتوب عليها "منزل الحاج فرحات عبدالجواد"، عدد من الجيران يحيطون بالمنزل يتحدثون عن المذبحة، قائلين: "الشاب الذي نسبت إليه التحريات والتحقيقات تهمة القتل العمد وحياز سلاح دون ترخيص، يدعى (أحمد . م . ف)، 24 سنة، حاصل على دبلوم صنايع ويعمل مزارع، أمسك الطبنجة وأطلق الرصاص على أسرته، وهددنا بعدما الدخول إلى المنزل".
أحد الجيران قال لـ"الوطن": "كنا قبل الفجر بربع ساعة سمعنا صوت مشاجرة بين كبير داخل المنزل بين أفراد العائلة والمتهم، عشان كان يجلس مع عدد من أصدقائه يشربوا المخدرات تحت البيت، ومفيش دقائق سمعنا صوت ضرب نار حصل".
يضيف "أحمد" 22 عامًا، عامل: "الشارع كله كان بيجري على مصدر صوت الرصاص، وهناك لقينا المتهم ماسك الطبنجة ويقتل عائلته، قتلهم وحاولنا ندخل هددنا وقال لينا اللي هيقرب ناحية البيت هقتله، هفضل جنب الجثث لحد ما توصل الشرطة".
يواصل الشاب حديثه قائلًا: "إحنا طبعا اتصلنا بالشرطة، ومفيش نص ساعة وكانت في مكان الواقعة، ودخلنا ولقينا الجثث في كل مكان، وصرخات عمه وأبنائه الإثنين المصابين لا تنتهي من آثار الرصاص، بس لقينا جدته ماتت، الله يرحمها كانت ست طيبة، ولقينا مرات عمه وبنتها هما كمان ماتوا، وحضرت الإسعاف ونقلتهم إلى المستشفيات".
وينهي حديثه قائلًا: "ربنا يرحمهم كانوا في مشاجرات دائما بسبب المنزل.. البيت بقي فاضي والناس اللي كانوا فيه منهم اللي اتقتل ومنهم المصاب، ربنا ينتقم من اللي كان السبب".
واقتاد فريق التحقيق من النيابة العامة وإدارة البحث الجنائي بالجيزة، المتهم فى الساعات الأولى من صباح أمس، إلى مسرح الجريمة، وأجرت النيابة معاينة تصويرية للواقعة وسجلت اعترافات المتهم بالصوت والصورة في أثناء تمثيل الجريمة، وأصدرت قرارًا بحبسه على ذمة التحقيق.
وجاء التحريات والتحقيقات، التى جرت تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، كالتالي: "أن الشاب المشتبه فيه بارتكاب المذبحة مقيم في نفس المنزل الذي وقع فيه المذبحة، وبينه وبين أفراد عائلته خلافات على "إرث" المنزل، وأن تلك الخلافات منذ قرابة عام بعد وفاة جده، ونشبت بينه وبين أفراد أسرته مناوشات ومشادات كلامية طول الفترة الماضية".
وجاءت في تحريات المباحث التي قادها المقدم محمد أبو القاسم رئيس مباحث الحوامدية "أن الشاب المشتبه فيه بارتكاب المذبحة متزوج منذ قرابة 4 سنوات ولديه طفل 3 سنوات، وأن مشادة كلامية وقعت بينه وبين أفراد أسرته في الساعات الأولى من صباح أمس الأول، مما دفعه لإخراج سلاحه الناري عبارة عن بندقية خرطوش، وأطلق الرصاص تجاه أفراد عائلته المقيمين معه في المنزل، وأسفر ذلك عن قتل جدته وزوجة عمه وابنتها، وإصابة عمه واثنين من أبنائه ، وجلس بسلاحه الناري بجوار الجثث، حتي وصلت القوات والقت القبض عليه وهو ممسكا بسلاح الجريمة عبارة عن "بندقي خرطوش تركي الصنع عيار 12 ميلي".
وناقشت القوات المتهم حول ملابسات الواقعة، وجاء فى محضر الشرطة أن الشاب اعترف بجريمته وقال أنه ارتكاب الواقعة بدافع الانتقام من أسرته بسبب خلافات على الميراث في المنزل الذي يقيمون فيه، وأمر اللواء دكتور مصطفي شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بإخطار المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات المستشار محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة.
وقررت حبس المتهم لمدة 4 أيام علي ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيق، أن نيابة حوادث جنوب الجيزة، استعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليهم تمهيدا لإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة.