كفر الشيخ.. نقص الماكينات وتعذُّر الصيانة ووحدات القرى سبب عجز الأطباء
مريض أثناء خضوعه لجلسة الغسيل الكلوى بأحد مراكز كفر الشيخ
نقص الأطباء وطواقم التمريض، مشاكل فنية تتعلق بتعطل بعض الأجهزة، وعدم صيانة بعض محطات المياه الخاصة.. تلك هى أبرز مشاكل وحدات الغسيل الكلوى فى مستشفيات كفر الشيخ، ما يتسبب فى تعرُّض المرضى بعد الجلسات إلى آثار جانبية أقلها القىء، نتيجة زيادة الكلور فى المياه، فضلاً عن تعرض بعضهم لنزيف بسبب مادة «الهيبارين».
إبراهيم السباعى، أحد مرضى الغسيل الكلوى بإحدى الوحدات بالمحافظة، تعرَّض للقىء أكثر من مرة بسبب عدم صيانة محطة المياه الخاصة بالوحدة، فضلاً عن زيادة نسبة الكلور، إضافة إلى مشكلة مقاسات الفلاتر لكثير من المرضى: «بغسل كلى بقالى 14 سنة، 3 مرات أسبوعياً، وكل مرة بنشوف المعاناة والموت، وفيه نقص فى التمريض والطبيب أحياناً لا يأتى للاطمئنان علينا».
وشكت فوزية عثمان، 52 عاماً، إحدى مرضى غسيل الكلى، من تعطل الماكينات أحياناً وعدم تمكنها من إجراء جلسات الغسيل بانتظام، بسبب عدم قدرتها على دفع ثمن الجلسة أسبوعياً، خاصة مع ارتفاع أسعار المستلزمات، فى حين أنها تنتظر وقتاً طويلاً لإجراء جلسة الغسيل، قائلة: «كل مريض له أيام وماكينة ثابتة، لكن أوقات بتيجى حالات طارئة فبتأخرنا عن موعد الجلسة، وننتظر لأكثر من 4 ساعات». وأوضح مروان على، أحد المرضى، أن هناك نقصاً فى فلاتر 1 و6 التى يتم تركيبها للمرضى خلال عملية الغسيل الكلوى، إضافة إلى عدم وجود حقن كليكسان، ما يؤدى لتعطيل أو تأخر الجلسات، فضلاً عن رفع قيمة جلسات الغسيل الكلوى، مما يحمّل المواطن البسيط عبئاً إضافياً.
طبيب كُلى: قلة الأجهزة تتسبب فى تأخر الجلسات وتدهور حالة المرضى.. وعدم توافر الفلاتر والمستلزمات وزيادة تكلفة غسيل الطوارئ إلى 600 جنيه للجلسة
الدكتور عمرو النحاس، القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، أكد لـ«الوطن»، أن تحليل مياه الوحدات يتم كل شهر للتأكد من جودتها، موضحاً أن الفلاتر بها مقاسات مختلفة، وأحياناً يكون بها نقص، مضيفاً أن العمل يسير بانتظام داخل كافة الوحدات الـ14 ووحدة «محلة دياى» ومستشفى فيصل السعودى. وأضاف أنه سيتم تشكيل فرق طبية للمرور على وحدات الغسيل الكلوى وإعداد تقرير مفصل عن أجهزتها والأدوية والمستلزمات، متابعاً أن كافة المراكز التابعة لإشراف المديرية تخضع لرقابة وإعداد تقارير بشكل شهرى، سواء من انتظام شركات الصيانة فى أداء عملها فى تصبين الأجهزة أو محطات المياه، فضلاً عن سحب عينات بشكل دورى من الوحدات، للتأكد من مطابقتها للمعايير، موضحاً توافر المحاليل والأدوية التى يحتاجها مرضى الغسيل الكلوى.
وأكد مصدر مسئول بمديرية الصحة بكفر الشيخ، فضّل عدم ذكر اسمه، أن المحافظة تضم 14 وحدة للغسيل الكلوى، جميعها تعمل بانتظام دون مشاكل تؤثر على مرات الغسيل للمرضى، مشيراً إلى أن المشاكل بسيطة، منها عجز الأطباء والتمريض، مثل كافة المستشفيات والوحدات الصحية، فضلاً عن عجز فى الفنيين، مضيفاً أن هناك شركات متخصصة تجرى صيانة محطات المياه الخاصة بالوحدات وتقدم تقريراً كل شهر.
وأوضح المصدر، لـ«الوطن»، أن الأدوية والمياه والمستلزمات متوافرة بالوحدات، إلا أن هناك معاناة من الوحدات التى تنشأ فى القرى إرضاء لأعضاء مجلس النواب، ما يزيد الأعباء على كاهل الأطباء والتمريض، مضيفاً: «كل قرية عاوزة يتعمل وحدة غسيل كلوى لمرضاها، ما يتسبب فى تفتيت الخدمات وخلق عجز فى الأطباء والتمريض، وهناك تحاليل تجرى بشكل شهرى لمحطات المياه، فضلاً عن تقارير بصيانة الأجهزة».
وأشار «عمرو. م. هـ»، أحد الأطباء العاملين بإحدى وحدات الغسيل الكلوى، إلى أن أعداد الأطباء لا تتناسب مع أعداد المرضى الكثيرة، ما يُحمّل الأطباء عبئاً، وأن القدرة الاستيعابية بالوحدات لا تكفى أعداد المرضى، حيث إن الماكينة الواحدة تغطى نحو 6 مرضى أسبوعياً بالشيفتات، لأن المريض يغسل 3 مرات أسبوعياً فى مواعيد ثابتة، ما يؤدى لتحول المرضى من غسيل كلوى إلى فشل فى الكلى يحتاج إلى زرع، وهو ما يحتاج أموالاً طائلة، فضلاً عن احتياج مرضى الطوارئ للغسيل وتحمُّل تكلفة الجلسة التى يصل ثمنها أحياناً لـ600 جنيه.