لم يقتصر دور "الحذاء" على أنه شئ ضروري، لحماية أقدامنا، واستكمال الشكل الاجتماعي المتعارف عليه، لكنه على مر الزمن والعصور، أصبح أداة تعبيرية شديدة اللهجة، عن الرفض، والغضب، والرغبة في التغيير، ليس ذلك فقط، لكن "الحذاء صنع مواقف غيرت مجريات أحداث كثيرة.
فنرصد إليكم، مواقف مختلفة للحذاء، كان فيها البطل، في اتخاذ قرارت متعددة.
في البداية، كان حذاء الأستاذ الجامعي "المهترئ"، صورة لتدهور الأحوال الاقتصادية التي تشهدها فنزويلا، فأصبح لا يملك ما يكفي من المال ليصلح نعل حذاءه المهترئ.
في يونيو الماضي، نشر خوسيه إيبارا، تغريدة على "تويتر"، بها صورة زوج من الأحذية السوداء المهترئ، وعلق عليها: "لا أخجل أن أقول إني أذهب إلى جامعة "UCV" منتعلا زوج الأحذية هذا.. لأن راتبي كأستاذ جامعي لا يكفي لتسديد ثمن نعلين جديدين"، والتي أثارت جدل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، وأدى إلى وصوله للكثير من الدعم المادي والمعنوي من عدة بلاد كـ"إسبانيا والأرجنتين"، وأنشأ حملة باسم "أحذية الكرامة" لمساعدة زملائه الآخرين.
ربما يعود تاريخ الأحذية المؤثرة، للعصر الأيوبي، بعدما رفعت "أم علي"، زوجة عز الدين أيبك، "قبقابها"، هذا نوع من الأحذية في هذه الفترة، وأبرحت به الملكة شجرة الدر، ضربًا حتى الموت، للثأر منها لقتل عز الدين والاستئثار بالسلطة.
وفي الفليبين، لم يكن حذاء واحد فقط، بل 3 آلاف زوج من الأحذية، التي أزاحت حكم زوجها، السيدة الأولى، "إيميلدا ماركوس"، التي كانت مغرمة بشدة بالأحذية الفاخرة، وامتلكت هذة المجموعة في الوقت الذي عانى فيه الشعب أشد حالات الفقر، التي مر عليها البلاد، واكتشف هذا العدد الهائل اقتحم المتظاهرون قصر "مالاكانانج"، واكتشف وجود أكثر من 2700 زوج من الأحذية، تركوا في خزانة إيميلدا.
بهذه الأحذية جرى افتتاح، قاعة بأسمها داخل "متحف مدينة ماركينا للأحذية" في الفليبين، وتضم أكثر من 800 زوج من أحذيتها.
في 2002، اشتهر حذاء البريطاني ريتشارد ريد، حول العالم، بـ" الحذاء الناسف"، بعدما حاول أن يفجر طائرة رحلة الخطوط الجوية الأمريكية متجهة من باريس لولاية ميامي، وكان يحتوي حذاءه على مواد شديدة الانفجار يمكنها أن تحدث ثقب بهيكل الطائرة.
قام الرئيس نيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفييتي، برفع حذاءه، أثناء انعقاد مجلس الأمن، على الطاولة أمامه، ويخاطب الأعضاء خلال مناقشة حادة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، في الستيتنيات، لإثبات قوة اتحاده، وضعف القوى الأخرى من العالم.
لا أحد ينسى، "فردتي حذاء الزيدي"، اللتان، أرتداهما الصحفي العراقي منتظر الزيدي، وقذف بهما نحو وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش، أثناء مؤتمره الصحفي في بغداد، مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 4 ديسمبر 2008.
تعليقات الفيسبوك