كل رئيس وله طريقته.. تواصل ولو بـ«مداخلة هاتفية»
«سيادة الرئيس أهلاً بحضرتك.. أهلاً بحضرتك يا أستاذة.. أنا أريد عمل مداخلة أوضّح بها كلام الضيف».. مبادرة فاجأ بها المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت للبلاد، مشاهدى برامج التوك شو، حيث طلب مداخلة هاتفية فى برنامج «فى الميدان» على قناة «التحرير»، وهى المرة الثانية بعد برنامج «الحياة اليوم» ليعكس «الرئيس المؤقت» طريقة جديدة للتواصل مع الجماهير، فالملك فاروق، حسب صلاح عيسى، الكاتب والمؤرخ، كان يتواصل مع الجماهير من خلال صلاة الجمعة فى مسجد يتم اختياره عشوائياً، وبعد ثورة 1952 تفرد الرئيس جمال عبدالناصر فى طريقة تواصله مع الجماهير، حيث كان يحب أن يمر بسيارته المكشوفة وسط الجماهير ملوحاً لهم، كذلك كان يزور الفلاحين فى مزارعهم.
بالنسبة للرئيس أنور السادات -والكلام لعيسى- كان يتواصل مع الجماهير بالزيارات المفاجئة وعقد مؤتمرات مع الشباب والمثقفين وكان يسمح للعامة بالحضور، على العكس من الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى كان يزور المصانع، كما كان مشهوراً بمتابعة البرامج التليفزيونية والفضائية، وخصوصاً برنامج «صباح الخير يا مصر»، أما الرئيس المعزول محمد مرسى، حسب عيسى، فعلى الرغم من البداية المبشرة التى ظهر بها فى ميدان التحرير فإنه أصبح مقتصراً بعد ذلك على التواصل مع جماعته وأنصاره فقط.
ويعتبر «منصور» من وجهة نظر «عيسى» أكثر الرؤساء جرأة مقارنة بالرئيس حسنى مبارك الذى كان ينتظر حتى ينتهى البرنامج ثم يتواصل مع المعدين أو صاحب المشكلة.
«تكشف عن التغير المطلوب حدوثه فى مؤسسة الرئاسة» هكذا وصف السياسى نبيل زكى، القيادى بحزب التجمع، «مداخلة الرئيس»، معتبراً أنها بداية الديمقراطية المطلوبة فى مصر، بالإضافة إلى المواصفات المطلوبة فى الرئيس الجديد الذى يجب أن يكون متواضعاً لا يضع نفسه فوق الشعب ولا يعتبر نفسه إلهاً ولا يعتبر أن التواصل مع جماهيره أو تلبية مطالبهم إسقاط لهيبته مثل رؤساء مصر السابقين.