«فرحانة».. بـ«الفأس والشرشرة» حتى نهاية العمر
فتيات يعملن فى أحد الحقول
«بالفأس والمنقرة» استطاعت فرحانة سالم أن تحافظ على حقلها نظيفاً مزدهراً محتفظاً بنبض الحياة لما يقرب من 50 عاماً، تقف جنباً إلى جنب بجوار زوجها تسانده وتغرس معه حبات المحصول رغم تخطيهما حاجز الـ70 عاماً، تتحدث بلسان شاخ من ثقل الحمل، عن رحلة استثنائية عاشتها مع رفيق عمرها تكافح حتى زوجت الأبناء وعادا يتشاركان العمل معاً: «بشيل بالمقطف على كتفى لحد النهارده وبنشتغل عند الناس باليومية عشان نعيش».
عمرها 70 عاماً قضتها فى مساعدة الزوج فى زراعة الأرض وتربية المواشى.. ولا تزال «أُجرية»
كانا يستأجران الأرض ويزرعانها معاً، وتربى هى المواشى وتبيع حليبها: «كنت بحش بالشرشرة من المصافى للبهايم وأشيل على راسى وأطلع أجمع القطن وأزرع الرز»، كانا يكتفيان بأنفسهما لخدمة الأرض حين يعجزان عن الاستعانة بأنفار لمساعدتهما: «مكنش معانا فلوس نجيب حد كنا بنشتغل إحنا»، ترزع البرسيم والأرز وبذور القطن وتعرف كيف ترعاها حتى تكبر ويحين موعد جنى ثمارها، تعلمت فنون الزراعة بأكملها على يد زوجها فأصبحت تطلب منه الجلوس فى البيت لسوء حالته الصحية وتقوم بالمهام كاملة بمفردها دون تعب أو شكوى: «لما عجزنا بطلنا نتأجر أرض وبقينا نشتغل عند الناس باليومية». كانت تتقاضى فى صغرها ربع جنيه يومياً حين كان عمرها 10 سنوات وهى تخرج مع أقرانها لجمع القطن والفراولة والبطاطس وغيرها من المحاصيل لمدة 13 عاماً: «النهارده باخد 30 جنيه»، تقول إنها أصبحت سيدة عجوزاً لكنها لا تزال محتفظة بجزء من صحتها: «بشتغل من 7 الصبح لـ7 المغرب كل يوم فى السن ده»، تستريح وقت أذان الظهر وتتناول وجبة غدائها الخفيفة ثم تعود لتستأنف عملها اليومى: «جوزت بنتين وولدين من عرقى وشقايا وبقيت جدة من زمان ولسه بكافح»، تجمعها قصة حب بزوجها وابن عمها منذ كانا صغاراً يلعبان معاً فى الحقل حتى حل محلهما أحفادهما: «مهرى كان 100 جنيه والشبكة 50 كان جايبلى غويشتين وسلسلة كبيرة وخاتم ومحبس ودبلة».