«عزيزة»: «اخترت عرق الأرض.. عشان أعيش»
«عزيزة» تعمل فى الزراعة لتدبير مصاريف معيشتها
وجه شاحب وعينان ذابلتان، ترتدى قبعة كى تخفى آثار حزنها المتراكم بعد رحيل والديها، تركاها بمفردها بلا زوج يرعاها، عزيزة سالم رفضت الزواج بكامل إرادتها بعد رؤيا جاءتها ذات يوم، شخص ما أمرها بأن تبقى وحيدة، فهذا أفضل لها، رحلت أمها ومن بعدها أبوها قبل 15 عاماً، واضطرت للعمل فى الأراضى الزراعية لتدبير مصاريف معيشتها، تذهب مع الصغار لجمع القطن وجنى محصول البنجر وزرع القمح وشتل الأرز وغيرها: «عمرى ما نزلت الأرض قبل ما يتوفى أبويا وأمى بس للضرورة أحكام»، تعانى من ألم فى قدميها وحساسية مفرطة تجعلها تعمل فى الأوقات التى تغيب فيها حرارة الشمس، فى الصباح الباكر وبعد أذان العصر.
ينشط موسم العمل فى الصيف بجمع القطن وحصاد الأرز، تستعد له جيداً بتحضير أدواتها من حذاء يتحمل سخونة الأرض وتربتها الجافة، وغطاء للرأس يحميها من أشعة الشمس الحارة وغيرها: «بطلع يوميات مع ريس الأنفار، بربط رز وبجمع قطن»، تزرع اللوبيا والبامية والفول والباذنجان والفلفل والذرة، تتفنن فى التقاط الحشائش من وسط الزرع حتى تحميه من أضرارها لينمو بشكل سليم رغم أنها دخلت مجال الزراعة فى وقت متأخر: «لما بطلع الشغل بكون أكبر واحدة وسط الأطفال الصغيرين».
رحلت أمها ومن بعدها أبوها قبل 15 عاماً.. ورفضت الزواج بسبب «رؤيا» أمرتها بأن تبقى وحيدة
تعيش فى غرفة بمفردها جهزتها لها جمعية خيرية بالأدوات الأساسية للمعيشة، تذهب للعمل فى أرض أشقائها براتب يومى، لم تندم فى يوم على رفض الزواج مؤكدة ارتياحها واطمئنانها بدون رجل أو ولد: «أخويا لسه بيجيب لى عرسان لحد النهارده وأنا برفض»، لا تفكر إلا فى استيقاظها باكراً كل يوم للذهاب للعمل فى الحقل والعودة لتناول الأكل والنوم، وهكذا، تعلمت بعض الأمور التى يتميز بها الرجال كحرث الأرض وركوب الحمار لنقل المحصول عليه وتشغيل ماكينة الرى وتزويدها بالجاز ومراقبة الحقل حتى يرتوى: «لما إخواتى بيتأخروا بشتغل مكانهم».