على "بندول الأمل".. "أم عمرو" رايحة جاية لإنقاذ رضيعها من الموت
الطفل الرضيع
"سيموت حتمًا فور ولادته"، هكذا تلقت الأم صدمة فقدانها لوليدها قبل أن تُرزق به، عندما أخبرتها طبيبتها المعالجة أن "جنينها الذي تعد الأيام لمجيئه، يعاني من تراكم مياه على المخ، ستؤدي إلى وفاته أثناء أو فور ولادته على أكثر تقدير".
حينها لم تدر الأم ماذا تفعل، أصبحت أيامها أطول، وحِملِها أثقل، وتضاعف ألمها بعلمها أنها لن تتمكن من إجراء ولادة طبيعية، لأن المياه المتراكمة على المخ جعلت رأس الجنين في ضعف حجمه الطبيعي.
بالرغم من تسليمها لقضاء الله وقدره، لم تيأس الأم المكلومة من روح الله، وبعد أن استنفدت الأسباب، قضت أيامها تدعو الله وتناجيه ليرزقها جنينها سليمًا معافى، حتى جاء اليوم الموعود، لتبدأ قصة جديدة بدلًا من أن تنتهي.
في مستشفى الشاطبي العام بمحافظة الإسكندرية، فوجئت الأم لدى استفاقتها من التخدير، عقب إجراءها العملية، بأن وليدها ما زال على قيد الحياة، لكنها لم تتأمل كثيرًا، لا سيما بعد أن وقعت عينها عليه لتجد رأسه متضخمًا في مشهد نادر ربما لم يره حتى الأطباء أنفسهم من قبل.
مرت الساعات الأولى، والأطباء يصرون على حتمية الوفاة، وانقضى اليوم الأول، والثاني، والثالث، وبدأت تساور الأم آمال حذرة، تخشى التعلق بها أكثر مما تخشى تركها، حتى انقضى أسبوعٌ آخر، حينها أدركت الأم الرسالة الإلهية، وتيقنت من ضرورة سعيها لإنقاذ حياة وليدها.
"أخذت الولد وجريت بيه على الدكاترة، قالولي حالته متأخرة هيموت، مسمعتش الكلام، وفضلت وراهم لحد ما دلوني على مستشفى أبو الريش"، هرعت الأم إلى مستشفى "أبو الريش العام"، وهناك أخبروها بضرورة إجراء جراحة زرع جهاز لسحب المياه المتراكمة على المخ، إلا أن النتائج قد تكون غير مضمونة.
استمسكت الأم ببارقة الأمل، ولم تمض ساعات بعد نجاح العملية حتى بدأ رأس الرضيع "محمد" في الانكماش، يبدو أن الجهاز نجح في أداء عمله، لينبض قلب الأم من جديد، ظنا أن مشكلتها حُلت للأبد.
"لما شفت راسه بتصغر بعد العملية مكنتش مصدقة نفسي، بس مفيش كام شهر ورجعت كبرت تاني"، هكذا لاحظت الأم زيادة هائلة في حجم رأس الرضيع، لتصل إلى حجم أكبر حتى من يوم الولادة، لتتداعى آمالها من جديد، وتهرع إلى المستشفى مرة أخرى، حيث أخبروها أن ثمة انسداد في خرطوم جهاز سحب المياه، وأنه يتطلب عملية "تسليك".
لم تكن مجرد عملية "تسليك" واحدة، فعلى مدار الأشهر الثمانية الماضية، قالت الأم إن "الرضيع خضع فيها لثلاث عمليات -كان آخرها قبل أيام- لتسليك الجهاز، الذي لا يصمد لأيام قبل أن ينسد مرة أخرة"، متسببًا في تراكم المياه على مخ الرضيع، والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى تلف في مختلف الأجهزة الحيوية، إلى أن حذرها الأطباء أنه قد لا يتحمل المزيد من العمليات.
أنهت "أم عمرو"، المرأة الثلاثينية التي تسكن منطقة الشجاعة على طريق الإسكندرية، حديثها قائلةً: "أنا أملي في ربنا كبير، وعارفة إن ربنا كاتبله عمر، لو مكانش كاتبله مكانش فضل عايش لدلوقتي"، مناشدةً بتوفير طبيب متخصص ذو خبرة لتبني حالة رضيعها ومتابعتها باستمرار، وإيجاد حل نهائي، لأن "دكاترة المستشفيات العامة، مش بيهتموا بالحالة ولا يتابعوها بيعملوا عملية وخلاص".