"فضيحة وودورد".. البيت الأبيض يحتمي من "الخوف" قبل انتخابات نوفمبر
غلاف كتاب "الخوف :ترامب في البيت الأبيض" للكاتب الأمريكي بوب وودورد
إذا كان الكاتب الأمريكي بوب وودوارد، على حق فيما ذكره في كتابه الأخير "الخوف: ترامب في البيت الأبيض"، فإن الولايات المتحدة والعالم يواجهان أشبه بحالة طوارئ بحسب ما ذكره الكاتب ستيفن كولنسون، في مقاله المنشور اليوم في شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن".
وأشار إلى أن الكتاب يصف رئيس أقوى دولة في العالم دونالد ترامب، بعقلية طالب في الصف الخامس، ينظر له بازدراء من قبل مساعديه الذين يشعرون بمهمة حماية رئيس أمريكا من نفسه وحماية العالم منه، إلا أن رد البيت الأبيض جاء سريعا على موجات الجدل التي أحدثها كتاب "وودوارد" لينفي التصريحات التي نقلتها صفحات الكتاب على لسان مسؤولي الإدارة الأمريكية.
نفى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ما نسب إليه من تصريحات في كتاب "الخوف"، موضحا في تصريحات أثناء جولة له في جنوب آسيا، أن ما جاء من وصف على لسانه للرئيس الأمريكي بأنه أشبه بطالب في الصف الخامس بسبب التعامل مع إنفاق أمريكا على وجودها في كوريا الجنوبية غير صحيح.
وقال ماتيس: "لم أقل ذلك أبدا.. واستمتعت بخيال قراءة الروايات بشكل عام.. وأن الكتاب يعد علامة فريدة في مجال الأدب في واشنطن.. مصادر مجهلة لا تعطي المصداقية".
سرعان ما نقل ترامب نفي ماتيس، ورئيس الأركان جون كيلي على حسابه بموقع تويتر الذي يتابعه أكثر من 54 مليون شخص، لافتاً بقوله: "إن كتاب وودوارد لا أساس له من الصحة، وبه الكثير من الأكاذيب والمصادر الزائفة، ولم أنعت أي شخص بأنه متخلف عقليا بما فيهم جيف سيشنز.. وهو احتيال وخداع على الجمهور.. توقيته له معنى".
وغرد وودورد عقب تفنيدات ترامب بنقل تغريدة للسكرتر الصحفي السابق للبيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، آري فليشر، قوله: "قد كنت على طرف المتلقي لكتاب بوب وودوارد.. كانت هناك اقتباسات لم تعجبني.. لكن لم أكن أبدا ولو لمرة واحدة أعتقد أن وودوارد ألفها.. المصادر المجهولة لديها فرصة للمرونة والحرية أكثر في التحدث.. ووودوارد دائما يلعب بشكل مستقيم".
"لن يحدث فرقا كبيرا"، هكذا توقع الدكتور فيكتور بولمر، الأستاذ المتخصص في الشؤون الأمريكية بجامعة لندن ومعهد تشاثام هاوس، تأثير كتاب وودوارد الجديد على الانتخابات الأمريكية المقبلة، مؤكدا لـ"الوطن"، أن خطوط المعركة المقبلة في الانتخابات وضعت بالفعل، والكتاب لن يؤثر فيها على أي حال، خصوصا أن الانتخابات ليس للتصويت على ترامب بل للحصول على مقاعد في الكونجرس وبعض المقاعد في المجالس المحلية.
وردا على المشككين في صحة ما نشره وودوارد، أشار بولمر إلى أن الصحفي المشارك في في فضيحة "ووترجيت" كلماته لها سلطة في المصداقية تعلو عن سلطة من تحدث عنهم في الكتاب، ومع ذلك من المستحيل القول بشكل قاطع بمدى دقة التصريحات المنقولة، نافيا أن يتسبب الكتاب في "ووترجيت" أخرى، وإن حدثت لن تكون بسبب هذا الكتاب.
اقرأ أيضاً: كاتب أمريكي: ترامب أمر باغتيال الأسد
ويظهر كتاب وودورد عددا من الشخصيات الرئيسة في الإدارة الأمريكية مثل رئيس الأركان جون كيلي، وجاري كوهين كبير المستشارين الاقتصاديين السابقين، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، بأنهم يتدخلوا بشكل منتظم لتفادي كوارث تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، ما جعل بعض وسائل الإعلام الأمريكية تطرح تساؤلا عن سبب إفصاح هذه الشخصيات عن مخاوفهم للشعب الأمريكي، والكونجرس رغم التكلفة الشخصية التي يدفعوها من سمعتهم، والتسبب في إحداث المزيد من الضرر والتأثيرات السياسية.
كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أول من نشر الثلاثاء الماضي، تفاصيل عن كتاب وودورد بعد حصولها على نسخة، رغم أن طرح النسخة الورقية للكتاب في الأسواق لن يأتي قبل 11 سبتمبر الجاري.
اقرأ أيضاً:
ترامب والإعلام.. معركة "عض أصابع" على خطى "ووتر جيت"
ترامب: وقائع الاتهامات بالتدخل في الانتخابات حدثت خلال عهد أوباما
بعد عقوبات أمريكا.. هل تصل العلاقات بين "أنقرة" و"واشنطن" إلى القطيعة؟