التيفود يحاصر «كفر حمودة» بالشرقية ويصيب 14 بينهم أطفال بسبب تلوث المياه
خرج الغلابة من حسابات حكومة الببلاوى، حاصرهم الفقر وهاجمهم المرض بلا رحمة، ففى الوقت الذى تهتم فيه الحكومة بمحاربة شركات المياه المعدنية، حفاظاً على أرواح الأثرياء، ما زال الفقراء يتجرعون سماً، مياهاً بنكهة الصرف الصحى، فها هى قرية كفر حمودة بالشرقية يتعرض أهلها للأوبئة والأمراض بسبب تلوث مياه الشرب، وتتذكر الحكومة فجأة أن القرية لم تدخلها مياه الشرب أو الصرف الصحى. «كفر حمودة»، قرية تقع على أطراف مدينة الزقازيق وتتبع مركز ههيا بالشرقية، ويعتمد أهلها على مياه الشرب الارتوازية بشكل أساسى، حيث يقع «مصدر المياه»، وهو عبارة عن «ماسورة مياه» خارجة من باطن الأرض، على مسافة 20 متراً من مصرف الصرف الصحى الذى يحيط بالقرية من عدة جهات ويمتلئ بالحشرات والقوارض والقمامة.
القرية شهدت إصابة نحو 14 من الأهالى بأعراض مرض التيفود، أمس الأول، ولم يجزم الأطباء أو المسئولون حتى الأن بأنهم مصابون بالتيفود، حيث ينتظرون نتائج التحاليل للمرضى فى مستشفى الزقازيق للحميات، بعد أن قرر المحافظ سعيد عبدالعزيز تشكيل لجنة مكونة من رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى وأحد الأطباء المتخصصين فى الطب الوقائى بإشراف السكرتير العام للمحافظة زينب حمدى لفتح تحقيق وإجراء تحاليل لبعض العينات العشوائية للمياه من المنازل بقرية كفر حمودة لمعرفة الأسباب التى أدت لإصابة عدد من الأهالى بالتيفود، حيث أرجع الأهالى سبب إصابتهم لتلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحى.
«الوطن» التقت الأهالى والمرضى المحجوزين بمستشفى الحميات بالزقازيق.
فى البداية، التقينا أم الطفلين، محمد 10 سنوات وميادة 12 عاماً، وهى تقف إلى جوار سريرهما، وسردت تفاصيل إصابة نجليها قائلة: «محمد أول واحد جه على المستشفى وجابنا كلنا وراه، وكنت بأحضر الطعام فى المطبخ من حوالى 6 أيام وبعدين «ميادة» قالتلى أنا تعبانة وبطنى بيتقطع من الألم وضعت إيدى على رأسها لقيت حرارتها مرتفعة روحت جريت على الصيدلية جبتلها خافض للحرارة ودوا للمغص ومش ارتاحت روحت كشفت عليها عند دكتور ووصفلها دوا ورجعنا على البيت وبعدين لما الحالات زادت جينا على المستشفى».
السيد جمعة، والد الطفلة هدير، طالبة بالصف الأول الإعدادى، أكد أن نجلته أصيبت بارتفاع فى درجة الحرارة وآلام فى البطن، مشيراً إلى أنه منع أطفاله من شرب المياه من المنزل وقام بشراء «مياه مفلترة».
وأكد رمضان عطيه على، من مواطنى القرية، أن البلد محرومة من مياه الشرب منذ حوالى 30 عاماً ومنذ 3 سنوات تدخل أحد المرشحين لعضوية مجلس الشعب لتوصيل المياه للقرية، وتم بالفعل توصيل المياه من محطة العباسية بمركز أبوحماد بواسطة محطة معالجة المياه ببنى عامر وتم دفع قيمة اشتراك الحصول على الخدمة وقدرت بـ2000 جنيه بخلاف المواسير والعداد الذى تحمل الأهالى تكلفته.