بعد 48 عامًا من حبس زينب الغزالي وحميدة قطب.."الأخوات" في غياهب السجون والشعب يعود للتعاطف
"إن غياهب السجون ومقاصل التعذيب وشراسة حملة السياط لم تزد المخلصين من أبناء الدعوة وبناة فكرها إلا قوة وثباتًا وصبرًا على دفع الباطل ونحن نترصد منابته. فليس بالسياط يضيع الطريق.. ولكن الحجة بالحجة والرأي بالرأي، والكلمة تجابهها الكلمة". تعبير دقيق عما يتخلل هذه العقيدة الفكرية داخل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، نابعا من إيمانهم بأن فترة سجنهم وتعذيبهم هي: "من حق التاريخ، ومن حق الذين على الطريق أن يعوها ويدرسوها حتى يبقوا على طريق الجهاد، ولا تتحول قضيتهم إلى سفسطة كلامية، وحديث ترف وقصة تاريخ"، مثلما ذكرت زينب الغزالي، إحدى معتقلات نساء الإخوان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجاء ما ذكرته في كتابها "أيام من حياتي"، ملائما لإحساس 21 فتاة وسيدة قد حكم عليهم بالحبس 11 عاما، أمس.
"زينب الغزالي" و"حميدة قطب" أشهر مَن اعتقلن من نساء جماعة الإخوان على مدار تاريخها، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1965، والتي ظن بعدها الكثيرون أن الجماعة قد انتهت وهو ما لم يحدث، وقد يعتبر دليلا على أن الحل الأمني لن يجدي نفعا في ظل توتر أحوال البلاد مع جماعة تآلفت مع السجون على طول تاريخها.
حكم على زينب الغزالي بـ 25 عامًا أشغال شاقة مؤبدة، فيما حُكم على حميدة قطب، شقيقة الشيخ سيد قطب، بعشرة أعوام مع أشغال شاقة، وذلك عقب ما عُرف بـ"محاولة قلب نظام الحكم وإحياء تنظيم محظور"،وتم القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة وقياداتها ومنهم الشيخ سيد قطب الذي حُكم عليه بالإعدام، في فترة اعتبروها "انقلابًا عسكريًا" والتي كانت سبببا رئيسيا في بغضهم لعبد الناصر.
وبعد 48 عامًا يتجدد التاريخ مرة أخرى في ظل ما أسموه أيضًا "انقلابا عسكريا" عندما حُكم على 21 من فتيات وسيدات "الإخوان"، اللاتي شاركن في قطع طريق الكورنيش، 11 سنة وشهرًا للسيدات البالغات، وإيداع الأحداث منهن فى إحدى دور رعاية الأحداث، أثناء خروجهم في المظاهرات المطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، مرة أخرى إلى الحكم بعد خروج الملايين ضده في 30 يونيو، وإقصائه عن الحكم في 3 يوليو.
ومن جانبه، أكد مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق، في تصريح لـ"الوطن"، أن الحل الأمني لمواجهة الأزمة التي تشهدها البلاد أثبت عدم جدواه، وأنه يدفع قطاعات كبيرة من الناس لتتعاطف مع الإخوان مجددا، مؤكدًا أن هذا ما أشار له الكثيرون بعض فض اعتصامي رابعة والنهضة، منوها بضرورة المصالحة مع الطلاب الذين لم يرتكبوا أي أعمال عنف وتهدئة الجامعات، وسرعة البت في قضايا الطلاب المعتقلين، إما بالإفراج عنهم أو محاسبة المثبت إدانته وإخلاء سبيل الباقي، مضيفًا أن اعتقال المئات بهذا الشكل العشوائي دون أن يرتكب أغلبهم شيئًا يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، ويجعل الدولة "تصنع الإرهاب" بدلا من أن تحاربه.