مغالطات «روسيا اليوم».. ترويج لرؤى الإخوان وأخبار مفبركة واعتداء على السيادة الوطنية
صورة ضوئية من مغالطات روسيا اليوم
دخلت «روسيا اليوم» على خط الأزمة بين النجم العالمى محمد صلاح واتحاد الكرة، لكن هذه المرة روجت لادعاءات الإخوان الذين حاولوا منذ البداية استغلال الأزمة لتشويه صورة مصر، كما فعلوا خلال مشاركة مصر فى بطولة كأس العالم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» بنسخته الإنجليزية تقريراً عن صحيفة «العربى الجديد» القطرية الداعمة للإخوان، يزعم تهديد مسئول رسمى لمحمد صلاح بالإضرار بأهله الموجودين فى مصر، بعد انتقاده لتصرفات اتحاد كرة القدم، حيث اعتمدت «روسيا اليوم» على تغريدات مفبركة، ونقلت عن الصحيفة المعروفة بعدائها لمصر، دون التحقق من صحة التغريدات المزعومة، لتنشر تقريراً مثيراً تحت عنوان «والدتك لا تزال فى مصر.. والدة مو صلاح مهددة من قبل مسئول رسمى».
ومنذ نشأتها قبل 11 عاماً كوسيلة إعلام موجهة وأداة للقوى الناعمة، عرف عنها بطبيعة الحال الانحياز للسياسة الخارجية الروسية التى تمثل إحدى أذرعها، ووفرت منصات إعلامية متكاملة استطاعت أن تكون مصدراً إخبارياً مهماً فى المنطقة، إلا أن انحيازها فى بعض القضايا الخلافية والشئون الداخلية لدول المنطقة قد تسبب فى سقطات إعلامية عديدة، حيث لم تكتفِ فقط بنشر أخبار مغلوطة أو غير موثوقة، بل تجاوزت الخطوط الحمراء باختلاق الأزمات وافتعال اللغط أحياناً كما فعلت فى السابق حينما أقامت استفتاء على مدى مصرية جزء عزيز من الأراضى المصرية، متجاوزة بذلك جميع الأعراف والمواثيق الإعلامية، مما أثار فى ذلك التوقيت أزمة شديدة واستتبعه رد من مؤسسات الدولة، ما حملها فى نهاية المطاف على الاعتذار الذى تكرر بصورة فجة.
القناة حديثة العهد بالعمل فى منطقة الشرق الأوسط، أصبح موقعها الإلكترونى وعلى الرغم من إمكانياته الضخمة وكمية الضخ الخبرى والتحليلى عليه واحترافيته، إلا أنه لم يسعَ للتحول إلى موقع إخبارى رصين بل اعتمد على الإثارة سواء فى العناوين الغامضة وغير المعبرة عن المضمون، أو من خلال عرض مقاطع الفيديو المثيرة أو المقززة لجذب المشاهَدات، فقط أصبح جانب من الموقع مخصصاً لـ«صحافة الترافيك» التى تعتمد على جذب المشاهَدات عن طريق نشر القصص الخيالية التى تتعرض للنفى والدحض باستمرار، إلا أن المشكلة الأكبر لدى موقع «روسيا اليوم» العربى هى النقل عن مواقع إخوانية والترويج ولو عن غير قصد لرؤى الجماعة الإرهابية، من أجل جذب الزوار، على الرغم من أن هذا السلوك يتنافى مع سياسة روسيا إزاء الإخوان وسياسة دول المنطقة التى لديها مكاتب معتمدة لـ«روسيا اليوم»، فضلاً عن تصنيف الجماعة فى روسيا ككيان إرهابى.
النماذج عديدة، فقد سبق أن نشرت القناة استفتاءً حول مصرية أو سودانية حلايب وشلاتين، وبعد رد فعل غاضب من الجانب المصرى على المستويين الشعبى والرسمى، اعتذر الموقع وحذف استطلاع الرأى الذى قالت القناة فى اعتذارها عنه إنها لم تقصد التشكيك فى وحدة الأراضى المصرية، وفى مثال آخر قامت القناة أيضاً بالرد على شائعة حول انتماء أحد المذيعين بها للإخوان، كما قامت القناة أحياناً بنشر بيانات التنظيمات المحظورة والترويج لها على أنها مبادرات إصلاحية، مثل بيان نشرته قبل أسبوعين بالتزامن مع ذكرى فض اعتصام رابعة المسلح، تحت عنوان (جماعة «الإخوان المسلمين» تطرح مبادرة لـ«إخراج مصر من النفق المظلم»)، فى وقت كانت مصر تواجه فيه بقايا مجموعات العنف المسلح التابعة للجماعة فى عديد من العمليات الاستباقية التى قام بها قطاع الأمن الوطنى والشرطة، لإحباط مخطط تلك المجموعات الإرهابية لشن هجمات بالتزامن مع ذكرى رابعة ومناسبة عيد الأضحى المبارك.
أزمة مصداقية «روسيا اليوم» ليست حكراً على أخبار مصر فقط، فقد سبق أن حذرت عدة دول القناة من نشرها لأخبار مضللة، فضلاً عن قيام محركات البحث بتقليل عرض أخبارها، ففى يونيو الماضى، وجهت الهيئة المخولة بتنظيم الإعلام فى فرنسا، تحذيراً لقناة (آر تى) التليفزيونية الروسية، بشأن تشويه الحقائق فى برنامج عن سوريا، لوجود عدم توازن واضح فى الرأى المطروح.
ومنذ الخريف الماضى، قرر محرك البحث الشهير «جوجل» «تقليل عرض» الأخبار، التى مصدرها وسائل الإعلام التى يمتلكها قصر الكرملين الروسى (روسيا اليوم وسبوتنيك)، وذلك فى رد فعل على المزاعم بشأن التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.