صحف عالمية تكشف العلاقات المريبة بين «قطر وإسرائيل».. لقاءات سرية وتمويل لجيش الاحتلال
كوهين
تتحدث العديد من الصحف العالمية بين كل حين والآخر عن العلاقة التى تجمع النظام القطرى والكيان الصهيونى إسرائيل، سواء كانت «تمويلات»، أو لقاءات جمعت بين رموز النظام والإسرائيليين فى الولايات المتحدة الأمريكية، لينكشف يوماً بعد يوم وجه النظام القطرى الحقيقى، ففى ديسمبر 2016، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن اتفاق بين الدبلوماسى القطرى السابق، أحمد الرميحى وجون كوهين محامى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث نص الاتفاق على مساعدة «كوهين» قطر مقابل مليون دولار أمريكى.
ولم تكن المرة الأخيرة التى يتم فيها فضح «الرميحى»، حيث كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن معلومات فى مايو الماضى، بأن «الرميحى»، المتهم برشوة كبار مساعدى الرئيس الأمريكى، قد هرب من البلاد عائداً إلى قطر، بينما تتولى شركة محاماة تعمل مع الأسرة الحاكمة فى الدوحة والإدارة الأمريكية بالدفاع عنه فى نزاع تجارى تزيد قيمته على المليار دولار.
واتهمت دعوى قضائية «الرميحى»، المدير السابق للمكتب الإعلامى بوزارة الخارجية القطرية رئيس شركة قطر للاستثمار حتى مارس 2017، بالهروب من الولايات المتحدة ليتجنب الاستدعاء للإدلاء بأقواله فى نزاع قضائى مع شريكه التجارى السابق مغنى الراب «آيس كيوب» ورابطة كرة السلة الخاصة به BIG3، حيث يواجه «الرميحى» دعوى قضائية بقيمة 1.2 مليار دولار رفعها «آيس كيوب» ورجل الأعمال جيف كواتينتز الذى يدعى أنه وعد بالاستثمار فى دورى كرة السلة ثم تخلى عن التزاماته. ونشرت «ديلى ميل» نسخة من وثيقة الادعاء التى قدمها محامى آيس كيوب وكوانتنيز، جاء فيها أن «الرميحى» هرب من البلاد رغم علمه بطلب المدعى لشهادته. ووفقاً لوثائق المحكمة، فقد أقام «الرميحى» فى بيت فاخر فى لوس أنجلوس، لكنه اشترى أيضاً بيتاً بقيمة 2.7 مليون دولار فى شارع أبوت كينى الراقى فى فينيسيا بولاية كاليفورنيا، حيث خطط هو وصديقته للتحرك قبل التعرض للدعوى القضائية.
«واشنطن بوست»: تفضح علاقة «الرميحى» بمنظمات يهودية.. و«البشبيشى»: «الجزيرة» ذراع للصهيونية
ووفقاً للدعوى القضائية، اعتاد «الرميحى» على إقامة الحفلات الباذخة والقيام برحلات إلى سان تروبيه وإيبيزا ولاس فيجاس، حيث أنفق فى إحدى جولات القمار نحو 700 ألف دولار فى غضون ساعات قليلة.
وإلى جانب النزاعات القضائية، فقد قاد «الرميحى» حملة علاقات عامة لصالح النظام القطرى من أجل جلب دعم اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة، لوقف الضغوط التى مارستها إدارة ترامب على الدوحة من أجل وقف دعم الجماعات الإرهابية، وفقاً لما ذكرته شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية.
وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن «الرميحى» حضر حفلين رسميين للمنظمة الصهيونية الأمريكية ومنظمة آيباك اليهودية، فى نوفمبر ويناير الماضيين، حيث التقى قادة المنظمتين. وفى ذات الوقت، كانت قطر قد بدأت بالفعل تعيين مستشارين كبار فى جماعات الضغط الصهيونية، ومن بينهم، نيك موزين، الذى رتب لقاءات بين أمير قطر والشخصيات العامة اليهودية الأمريكية البارزة، بمن فى ذلك المحامى ألان ديرشوفيتز، ووفقاً للصحيفة، بعدها بأسابيع زار رئيس المنظمة اليهودية قطر بدعوة من أميرها لتحسين العلاقات بين قطر وإسرائيل. ونشرت أيضاً صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بتاريخ 21 يونيو 2018 خبراً عن تبرع قطر لـ«المنظمة الصهيونية الأمريكية» -عن طريق رجل أعمال أمريكى موالٍ لإسرائيل اسمه جوزيف لحام- بمبلغ 1.45 مليون دولار، بهدف استمالة قادة اليهود فى الولايات المتحدة فى صف الدوحة فى خلافها مع المملكة العربية السعودية.
ونشر موقع «أودوير» الأمريكى، المعنى بأخبار شركات العلاقات العامة، خبراً عن استعانة حكومة قطر بمؤسسة «ستونينجتون» الأمريكية لبناء جسور مع المجتمع اليهودى بالولايات المتحدة، وتحسين صورتها بين اليهود الأمريكان مقابل 50 ألف دولار شهرياً.
فى السياق ذاته، كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، يوليو الماضى، أن قطر مولت سفر ضباط وموظفين إسرائيليين إلى الخارج؛ لإلقاء محاضرات فى الخارج عن إسرائيل.
وأوضح المحلل السياسى والمراسل فى القناة الإسرائيلية باراك رافيد، أن الضباط والموظفين سافروا بتمويل من مؤسسة إعلامية تمولها حكومة قطر، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال أكد أن التعامل مع تلك المنظمة التى تدعى Our soldiers speak أى «جنودنا يتحدثون» وفقاً للإجراءات، فضلاً عن أن المنظمة هى التى نظمت الرحلات.
وذكرت القناة أن المنظمة تلقت تبرعاً فى 30 أكتوبر الماضى بمبلغ 100 ألف دولار من رجل أعمال يهودى أمريكى يدعى «جوى اللحام» صاحب سلسلة مطاعم فى نيويورك، مشيرة إلى أنه عمل كجهة ضغط لصالح حكومة قطر بالولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً بين الجالية اليهودية. وأظهرت وثائق نشرتها مجلة Jewish week الأسبوعية الأمريكية، أن اللحام حصل على مليون ونصف دولار أمريكى من الحكومة القطرية لجماعات ضغط داخل الولايات المتحدة، ووفقاً للقانون الأمريكى عليه تسجيل نفسه كوكيل أجنبى كونه يعمل مع حكومة قطر والكشف عن الأموال التى يحصل عليها أمام وزارة العدل الأمريكية.
من جانبها علقت الدكتورة هبة البشبيشى، المتخصصة فى الشأن الإسرائيلى، قائلة إن العلاقات الإسرائيلية القطرية كانت علاقات قديمة وما زالت مستمرة، ومنذ نشأة الكيان الصهيونى، ووقتها فعلاً لم يكن هناك «قطر»، ولكن عندما وُجد ما يُعرف بـ«قطر» أنشأت علاقات مع إسرائيل، ولكنها علاقات غير صريحة وفى الخفاء.
وأضافت فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أنه بعد عامين من المقاطعة العربية، بدأت فى اتخاذ منهج المكايدة السياسية، مضيفة أن العلاقات القطرية الإسرائيلية لم تكن فى الخفاء بصورة كبيرة، بدليل أن الجزيرة كانت منبراً إعلامياً وتستعين بإسرائيليين ومنهم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، بالإضافة إلى الخبراء العسكريين والمحللين الاستراتيجيين الإسرائيليين أيضاً. وأكدت «البشبيشى» أن قناة «الجزيرة» هى إحدى أذرع الصهيونية.