قرية "الشجرة" أو"إيلانيا" كما سمتها سلطة الاحتلال.. مسقط رأس المناضل ناجي العلي الذي قاوم الاحتلال الإسرائيلي برسوماته الشهيرة بـ"حنظلة".
تقع القرية في الجليل الأعلى بالجنوب الغربي لمدينة طبرية، على بعد 30 كم وشمال مدينة الناصرة، هُجِّر سكانها بالكامل في سنوات النكبة عام 48، حيث اشتهروا ببأسهم وشدتهم في الحرب ضد العصابات الصهيونية.
ويقول خالد عبد صحفي وناشط سياسي، إن تاريخ القرية يعود إلى ما قبل الاستطان الصهيوني، حيث عايشت الانتداب البريطاني والعثماني، عندما طرودا العرب، وفي هذا الوقت استشهد والد ناجي وكان عمر الطفل 6 سنوات عندما خرج منها، وفقًا لحوار أذاعته قناة "مساواة".
وأضاف أن هذه القرية ارتوت من دم أبناء فلسطين، لذا لم يقدم ناجي العلي "حنظلة" من فراغ أو تبرع بل رسمه ليعبر عنه حينما أدار ظهره من قرية الشجرة بفعل الاحتلال، ليقرر ألا يعطي حنظلة وجهه للناس إلا عندما يعود ناجي إلى قريته التي أخرجه الاحتلال منها.
ويحاول سكان البلدان المجاورة إعادة إحياء ذكرى هذه القرية من خلال مشروعات عدة تهدف لاستقطاب الزائرين فقد أنشأ حسن نصار مطعم الديون بقرية السجرة، ولم يكن يتوقع أن يجد أجمل وأفضل من هذه المنطقة، لينشئ هذا المطعم الذي يزوره 10 آلاف زائر.
ويقول: "لا يوجد بها عربي ومع ذلك فالإقبال على المعطم كبير لأن الناس عايزين يرجعوا للبلد، وبيجوا هنا يعرفوا تاريخها"، مضيفا "اللي بنقدمه فيه تراث القرية والناس من خلاله بتتعرف عليها فبطريقة أو أخرى استطاعنا توصيل المعلومة".
تعود أهمية موقع قرية السجرة التي استهدفها الاحتلال الصهيوني إلى أنها تقع بالقرب من مفرق مسكنة عيلبون، والذي أطلق عليه الصهاينة فيما بعد اسم مفرق "چولاني"، على اسم الفرقة العسكرية التي كان لها الباع الأكبر في معركة الشجرة، وتكمن أهمية هذا المفرق في أنه يشرف على الطريق إلى طبرية من جهة، ومنطقة الشمال حتى الجليل الأعلى، والطريق إلى الغرب باتجاه شفا عمرو حتى الساحل.
وعرف الصهاينة أهمية مفرق مسكنة منذ بدايات الهجرة الاستيطانية، لذلك أنشأ عدد من المهاجرين الأوائل مستعمرة بين دبورية ومفرق مسكنة، عام 1899 وأسموها "سجرة"، ثم تحول الاسم إلى "إيلانيا"، وهو يعني شجرة باللغة العربية.
سرعان ما تحولت هذه المستعمرة من قرية زراعية، إلى مستوطنة تعاونية عام 1901، وفي العام 1909 أسس سكانها جمعية "هشومير" وهي الجمعية المسلحة الأولى من أجل خدمة المشروع الصهيوني، واعتبرت هذه المستعمرة الوجود الاستيطاني الأول في الجليل، وأصبح لها أهمية استيراتيجية بالنسبة لليهود، حيث شكلت رأس حربة في وجه أهالي المنطقة الأصليين، وتعرضت إلى هجمات متفرقة من مجاهدي القرى المجاورة، خصوصًا من قبل مقاتلي قرية لوبية وعرب الصبيح.
تعليقات الفيسبوك