ضحايا «فضح المتحرشين»: إحنا اللى دفعنا التمن
صورة تعبيرية
تقوم الدنيا ولا تقعد مع كل واقعة تحرش، المراكز الحقوقية تصدر بيانات شجب، المبادرات الأهلية تطلق حملات إدانة ومكافحة وتوعية، ماكينات طباعة الصحف والمجلات تدور بعشرات الموضوعات التى تحمل روايات الضحايا، ورواد السوشيال ميديا يدشنون هاشتاجات الدعم للفتيات والإدانة للمتحرش.. وبعد فترة قصيرة تهدأ الدنيا، ترفع الأقلام وتجف الصحف وتتبخر الهاشتاجات، كل شىء يتغير إلا «الضحية» التى تدفع ثمن كل ما سبق. مجرد محاولة الفتاة فضح هوية المتحرش تحولها من المجنى عليها إلى المتهمة، يبدأ الهجوم عليها بشائعات تلويث السمعة مروراً بالتهديدات وانتهاء بحرمانها من حقها فى العمل وأحياناً فى الزواج حيث يهرب منها العرسان بدعوى أنها جريئة و«وشها مكشوف». توصيها حملات مكافحة التحرش بـ«تجريس المتحرش»، وعندما تفعل ذلك يدينها المجتمع وتلوكها الألسنة وتطاردها الاتهامات فى كل مكان، فى محل سكنها، ومقر عملها، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وبين دوائر أصدقائها المقربين فى محاولة من المتحرش لجعلها تتنازل عن القضية التى رفعتها. بعض الفتيات اللاتى وقفن فى وجه المجتمع وكشفن عن تعرضهن لتحرش وحاولن أخذ حقوقهن بالقانون تحولت حياتهن إلى جحيم، إحداهن اعترفت برغبتها فى التخلص من حياتها بعد أن أجبرها والدها على ارتداء النقاب وأخفاها فى المنزل خوفاً من الفضيحة.. وفى هذا الملف تكشف «الوطن» عما آل إليه حال هؤلاء الفتيات.