«كريمة» وابنتها على فراش المرض: «مفيش فلوس للعلاج»
«كريمة» على فراش المرض
ما أن تطأ قدمك منطقة الرماية بحى الهرم، للسؤال عن حالة إنسانية لمساعدتها والتبرع لها، حتى ينصح الأهالى بالتوجه إلى منزل كريمة على، التى طلقها زوجها منذ 15 عاماً وتركها بمفردها ترعى صغيرتيها وطفلها الرضيع، من حصيلة عملها على ماكينة خياطة.
لكن القدر لم يبتسم للسيدة الستينية وكان له الرأى الأخير فى حياتها، حيث أصيبت بمرض نادر فى قدميها، دفعها لبدء رحلة علاج شاقة، وسلسلة من التشخيص الطبى الخاطئ، حيث مرت على 4 مستشفيات حكومية أبى أطباؤها إلا أن يتركوا آثاراً سلبية على جسدها النحيل، فأصيبت بخلع فى الفخذ وقرحة وسكر، وبعد فترة أخبرها الأطباء أنها أصيبت بشلل نصفى وستعيش على المسكنات، إلا أن بنتيها لم تستسلما لمرض أمهما، وحملتاها إلى أقرب مستشفى للتأمين الصحى، لكن الاستقبال رفضها، بحجة أن المستشفى لا يستقبل حالات طاعنة فى السن، ثم توجهت العائلة إلى «دار الشفاء» التى كانت آخر محطة لـ«كريمة»، وهناك أخبرها الأطباء أنها تحتاج لإجراء أشعة، فكان ردها «خلاص مابقاش معايا فلوس روّحونى بيتى».
«نرمين» تحتاج جراحة بـ12 ألف جنيه.. والأم تعانى من مرض نادر
«كريمة» قررت بيع كل ما تملك من ذهب وأثاث منزلها، وغرفة نوم طفلها، الذى بات ينام على بطانية على الأرض، ما دفع ابنتها الصغيرة للتخلى عن دراستها ومساعدة والدتها من خلال العمل ضمن فريق لرقص التنورة، إلا أنها تعرضت لحادث سيارة على الطريق الدائرى، جعلها تلازم الفراش منذ عام، فلم يتبق جزء سليم من جسدها سوى ذراعها اليسرى وعينها اليسرى.
«نرمين عملت 4 عمليات، اثنين فى الحوض واتنين فى الرجل اليمين»، قالتها الأم والدموع تبلل وجهها، فلا هى تعرف كيف تساعد أسرتها وتنفق عليها ولا هى قادرة على علاج ابنتها: «فيه عملية فى أول شهر 9 عبارة عن بناء رابط صليبى أمامى وخلفى ودى بـ12 ألف جنيه، ده غير العمليات التانية اللى المفروض تعملها.. بس يا قلب أمها قعدت قصادى على سرير وهى فى عز شبابها».