بالفيديو| إياد نصار: «تراب الماس» مشروع محفز لأى ممثل و«شريف مراد» لا يشير إلى إعلامى بعينه
إياد نصار يروي كواليس فيلم تراب الماس وتجربته مع مروان حامد
تقف حائراً أمامه لا تعلم من هو تحديداً، الإعلامى الثورى صاحب صوت الحق الباحث عن حقوق الفقراء والضعفاء، أم المنافق الذى يرتدى قناعاً يخفى حقيقته بحثاً عن تحقيق مصالحه الشخصية فى التقرب من السلطة، «شريف مراد» نموذج حقيقى لبعض الإعلاميين الموجودين على الساحة حالياً، وهو الدور الذى يؤديه الفنان إياد نصار ضمن أحداث فيلم «تراب الماس» للمخرج مروان حامد، المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب أحمد مراد، ومن بطولة آسر ياسين ومنة شلبى وماجد الكدوانى وشيرين رضا.
يكشف إياد خلال حواره لـ«الوطن»، كواليس العمل على شخصية «شريف مراد»، خاصة أنها غير موجودة ضمن أحداث الرواية، بالإضافة إلى تعاونه مع المخرج مروان حامد، وخطواته المقبلة فى السينما، وأسباب غيابه عن موسم دراما رمضان 2018.
ما الذى شجعك على المشاركة فى فيلم «تراب الماس»؟
- هناك أكثر من عنصر، كان أولها الرواية المأخوذ عنها الفيلم حيث قرأتها عند صدورها، وحققت ضجة ونجاحاً بين قطاع من القراء وأصبح لها جمهورها، بالإضافة إلى القائمين على المشروع نفسه بداية من المخرج مروان حامد، وأحمد مراد كسيناريست للفيلم، والإنتاج مع شركة «نيوسنشرى»، حيث توافر للفيلم عناصر تحمس أى ممثل ليكون جزءاً منه، وعرض علىّ «مروان» دور شريف مراد وهو لم يكن موجوداً ضمن أحداث الرواية، وجمعتنا جلسات عمل للنقاش حول الشخصية، وبالفعل تعاقدت على تقديم الدور بعدها.
عندما قرأت الرواية فى البداية، ألم تر نفسك فى إحدى شخصيات الرواية؟
- لم أفكر فى ذلك وقتها رغم استمتاعى بها، إلا أنى كنت أريد الاطلاع على الشكل الروائى الشبابى فى تلك المرحلة، فلم أتعامل معها باعتبارها مشروعاً مقبلاً.
أفضل الغياب عن دراما رمضان على الظهور بعمل ضعيف
شريف مراد لم يكن ضمن شخصيات الرواية وتمت إضافته فى النص السينمائى، ألم يكن لديك قلق من تناغمها مع الأحداث واستقبال الجمهور لها؟
- الأمر لم يكن غريباً بالنسبة لى، أنا مقتنع تماماً أنه عند تحويل رواية حققت نجاحاً ولها جمهورها إلى عمل درامى يجب أن تتوافر قراءة مختلفة لها، على أن يتم ذلك فى إطار الطرح الأساسى الخاص بالرواية، وواحد من تلك العناصر إضافة شخصيات متسقة مع الأحداث الأصلية لتخلق حالة عدم قدرة على التنبؤ خاصة بالنسبة للقراء، حيث إن ذلك يزيد سحر الدراما ويجعل علم البعض بالأحداث مسبقاً لا يفقدهم متعة المشاهدة، فنحن لا ننقل النص الروائى بحذافيره ولكن نقدم حالة ومعالجة مختلفة، هناك صعوبات فى عملية نقل عمل روائى إلى السينما، حيث إن المشاهد يكون لديه خيال أثناء قراءة الرواية، وأنت تحاول الوصول إلى نسبة من هذا الخيال.
هل اختيار «شريف مراد» ليكون إعلامياً له علاقة بوجود فجوة بين المشاهدين والساحة الإعلامية، واتهام الجمهور لهم بكونهم جزءاً من الفساد فى المجتمع؟
- نحن لا نعمم نموذجاً بعينه، فنحن لا نقدم شخصاً أو اسماً بالتحديد، ولكنه قد يتقاطع مع شخصيات أخرى موجودة فى المجتمع ليس بالضرورة أن يكونوا إعلاميين فقط، نحن لا نحاكم أحداً ولكن نقدم النفس البشرية بكل تناقضاتها وجوانبها، وليس لدينا قدرة على التعميم بل على البحث داخل الإنسان نفسه، فالشخصيات داخل الفيلم أكثر من طبقة تكتشفها واحدة تلو الأخرى ضمن الأحداث، ويتغير حكمك عليها ما بين الإيجابى والسلبى، و«شريف» يشبه كثيراً من الأشخاص حولنا قد تعيش مع إنسان طوال 20 عاماً ثم تفاجأ أنك لا تعلم عنه شيئاً، فسواء شريف مراد أو الشخصيات التى فى الفيلم تسير كلها على هذا المنوال، الدراما لم تعتد على طرح الشخصيات بهذا الشكل.
جهاز الرقابة صنف الفيلم (+18)، كيف ترى الأمر؟
- أنا أتفق تماماً مع ذلك، والقائمون على الفيلم أيضاً لا يرون ضرراً فى ذلك، فابنتى فى عمر الـ14 ولن أسمح لها بمشاهدة الفيلم، رغم أن مشاهده ليس بها فجاجة، ولكنه فى حاجة إلى أذهان ناضجة وواعية تعدت الـ18 عاماً، حتى تستطيع استيعاب الأفكار التى يقدمها.
لست منزعجاً من تصنيف الفيلم لـ«+18» وابنتى لن تشاهده.. وإضافة شخصيات جديدة للرواية تزيد من سحر الدراما.. والسينما لا تحتمل المجازفة
ولماذا كان تركيزك منصباً على الدراما أكثر من السينما خلال الفترة الماضية؟
- أعتقد أن ذلك يعود إلى أن السينما وسيط مختلف عن التليفزيون، وبالتالى تحتاج دراسة بشكل كبير، ولا تحتمل مجازفة أو مغامرة غير محسوبة، فالسينما لها جمهورها ولها طريقة معينة فى دخولها، تدفعك للبحث عن مشروع معين، وبالتالى لدىّ تجاهها حذر مختلف عن آليات ومعايير اختيار الأعمال الدرامية، ولذلك أحاول أن أخطو خطواتى فى السينما بحرص شديد وثقل.
كيف ترى عودة تقديم الروايات فى أعمال سينمائية بعد فترة انقطاع؟
- أرى أن ذلك يصب فى مصلحة السينما، عندما تقرر تحويل رواية لها نجاحها وقطاع من القراء إلى عمل سينمائى شىء مهم بالنسبة للصناعة، ومن الأشياء التى كان لا بد أن تحدث من فترة بعيدة، وفى الوقت نفسه الأمر ليس بتلك السهولة حيث يتطلب عدداً من المتخصصين الذين يستطيعون فعل ذلك بحرفية شديدة، وأعتقد أن مروان حامد وأحمد مراد فهما أصول تلك العملية وأجاداها.
ما الجديد بالنسبة لك الفترة المقبلة؟
- حتى الآن لم أتعاقد على عمل بشكل رسمى حتى أستطيع الإفصاح عنه، ولكنى أبحث جيداً عن المشروعات الجيدة التى تضيف لرصيدى كممثل، فغيابى عن الموسم الرمضانى السابق كان بسبب عدم وجود عمل مناسب، وأنا أرفض الوجود لمجرد الوجود، حيث إن الغياب لن يؤذى أحداً ولكن الوجود فى مشروع ضعيف أو باهت مؤذٍ لى وللجمهور الذى ينتظر مشاهدة شىء جديد، لذلك عدم الوجود أقل ضرراً، وأنا لا أتوقف عن البحث طوال الوقت وأريد تقديم الأفضل والمزيد، فهناك أفكار فى ذهنى أرغب فى تقديمها.