صحف أمريكية: «موسكو وواشنطن» تتفقان مبدئياً على ضرورة إخراج القوات الإيرانية من الأراضى السورية
أعمدة الدخان تتصاعد من أحد المواقع السورية
أفادت وسائل إعلام أمريكية، أمس، أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، اتفق مع نظيره الروسى، فلاديمير بوتين، اتفاقاً مبدئياً على ضرورة إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
وأضافت وسائل الإعلام، نقلاً عن مسئول فى الإدارة الأمريكية، أن الرئيسين وصفا هذه القضية، خلال المحادثات التى جرت بينهما الشهر الماضى فى العاصمة الفنلندية «هلسنكى» بـ«المهمة الصعبة». ولم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل كثيرة بشأن الاجتماع الثنائى المغلق بين «ترامب» و«بوتين» خلال القمة، لكن المسئول ذكر قائمة بنود قال إن الرئيسين تناولاها بالبحث.
وأكد المسئول أن القضية الرئيسية فى محادثات الرئيسين كانت الحرب فى سوريا، بما فى ذلك دور إيران هناك والوضع الإنسانى فى البلد الذى مزّقه الصراع، بجانب بحث الحد من التسلح، بما فى ذلك معاهدة ستارت الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى التى تعود لحقبة الحرب الباردة، والتى حظرت استخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية والتقليدية التى تطلق من على الأرض ويتراوح مداها بين 500 إلى 5500 كيلومتر.
«جايلز»: الولايات المتحدة تنفذ سياسة معقولة لمواجهة التحديات.. و«رشوان»: تضغط على «طهران» للحد من نفوذها
وأفادت وكالات الأنباء أن لقاء مرتقباً الأسبوع المقبل لمستشار الأمن القومى فى الولايات المتحدة، جون لولتون، مع نظيره الروسى، نيكولاى باتروشيف، فى جنيف، لبحث معاهدات الحد من التسلح ودور إيران فى سوريا.
وتُعد إسرائيل من أبرز المعارضين للوجود العسكرى الإيرانى فى سوريا، وتتطلع لإبعاد إيران لمسافة 80 كيلومتراً من الحدود. وقبل أسبوعين، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية فى «طهران»، بهرام قاسمى، استعداد بلاده لمغادرة سوريا، إن استقرت الأوضاع الأمنية هناك، وتم القضاء على الإرهاب.
وأعلن نائب وزير الخارجية السورى، فيصل المقداد، فى وقت سابق، أن انسحاب أو بقاء القوات الإيرانية أو قوات حزب الله الموجودة فى الأراضى السورية بدعوة من الحكومة، شأن يخص الحكومة السورية وحدها، وغير مطروح للنقاش حالياً. فيما قال وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، إن مجابهة الأنشطة الخبيثة لإيران عنصر أساسى فى السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى، وأضاف «بومبيو»، فى تغريدة له على «تويتر»، أمس الأول، أن «مجموعة العمل بشأن إيران، التى يرأسها برايان هوك، ستضمن العمل على نهج منسق وموحد لمواجهة أنشطة النظام الإيرانى العدائية ودعم الشعب»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها للتصدى لأنشطة إيران الخبيثة بالمنطقة، مشيراً إلى التزام الإدارة الأمريكية بتغيير سلوك النظام الإيرانى.
وفى مؤتمر صحفى عُقد منذ أيام، قال «بومبيو» إن «العقوبات على إيران هدفها وقف دعمها الإرهاب»، مضيفاً أن «النظام الإيرانى كان مسئولاً عن الأنشطة المزعزعة لاستقرار المنطقة لسنوات». وتابع: «سنعمل على حشد دعم دولى لاستراتيجيتنا الجديدة بشأن إيران»، داعياً دول العالم إلى التجاوب مع العقوبات الأمريكية ضد طهران. ووصف خبراء الاتفاق الأمريكى الروسى بأنه يعكس سياسة دولية ثابتة بين الطرفين، وذكر الدكتور كير جايلز، مدير مركز أبحاث دراسات النزاعات البريطانى، خبير الشأن الروسى والأمن الأوروبى فى المعهد الملكى للدراسات الدولية «كاثام هاوس»، لـ«الوطن»، أن العلاقات الأمريكية الروسية تختلف جوهرياً عن علاقة «ترامب» و«بوتين»، وجزء كبير من حكومة الولايات المتحدة ما زال يعمل بثبات لبناء وتنفيذ سياسة معقولة مع روسيا فى ظل وجود تحديات حقيقية.
ويرى الدكتور نبيل رشوان، الخبير فى الشأن الروسى، أن الإدارة الأمريكية ستظل على موقفها من «طهران» لحين الاطمئنان إلى تقويض برنامجها النووى، لافتاً إلى أن «إيران» لن تكون عائقاً للعلاقات بين روسيا وأمريكا، وستظل الأخيرة تمارس الضغوط على «طهران» للحد من نفوذها بالشرق الأوسط، وهو ما اتضح فى الانسحاب الأمريكى، مايو الماضى، من الاتفاق النووى الإيرانى الذى عُقد فى 2015 مع الدول الخمس الكبرى. ويقول على واعظ، المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الإيرانى بمنظمة مجموعة الأزمات الدولية، إن «الإدارة الأمريكية لا تطمح فى أقل من تغيير النظام الإيرانى»، لافتاً إلى أن مساعدى الرئيس الأمريكى، مثل «بولتون» و«بومبيو»، يتبنون هذا الرأى، كما اتضح فى إعلان رفضهم لمبادرة الرئيس الأمريكى لقاء نظيره الإيرانى، حسن روحانى، ويضيف، لـ«الوطن»، أن «واشنطن» تتجه نحو مزيد من الضغوط والعقوبات على إيران خلال الفترة المقبلة للحد من نفوذها بالشرق الأوسط وتقويض قدراتها النووية.
على صعيد آخر، تستعد السلطات السورية لترميم المدينة الأثرية القديمة فى تدمر خلال فترة وجيزة، ليصبح الصرح التاريخى السورى جاهزاً لاستقبال السياح فى أقرب وقت ممكن. وأعربت كل من اليونيسكو وروسيا وبولندا وإيطاليا وبلدان ومؤسسات أخرى، ومنظمات أوروبية غير حكومية، عن استعدادها لتقديم المساعدة فى ترميم واستعادة الآثار والتحف القديمة للمدينة. وأعلن الجيش العراقى، فى بيان، أن الطائرات العراقية دمرت غرفة عمليات تابعة لتنظيم داعش داخل سوريا فى غارة جوية قتلت عدداً من المسلحين الذين كانوا يخططون لشن هجمات فى العراق. وقال البيان: «بحسب المعلومات الاستخبارية كان هؤلاء الإرهابيون الذين تم قتلهم يخططون لعمليات إجرامية بالأحزمة الناسفة لاستهداف الأبرياء خلال الأيام القليلة المقبلة داخل العراق».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن «الرياض» قدمت مساهمة بمبلغ 100 مليون دولار لصالح التحالف الدولى، من أجل التصدى لمخططات تنظيم داعش الإرهابى فى المناطق المحررة من التنظيم فى شمال شرقى سوريا. فيما أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل 7 عناصر من الجيش السورى فى هجوم شنّه تنظيم داعش الإرهابى فى محيط مطار دير الزور العسكرى.