بالصور| قبل تحويلها لمزار سياحي.. جولة في قناطر أسيوط القديمة
قناطر أسيوط الجديدة
بعد مرور أكثر من 100 عاما على إنشائها على يد المهندس البريطاني ويليام ويل كوكس، الذي صمم وبنى أيضا سد أسوان، وأضفى بصمته الجمالية عليها، لتحويل مياه نهر النيل إلى ترعة الإبراهيمية والاحتفاظ بالمياه داخلها، تنتهي مهمة "قناطر أسيوط القديمة"، وستحول إلى مزار سياحي باعتبارها منشأ أثريا، بعد إنشاء القناطر الجديدة، وفقا للمهندس أشرف حبيشي رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبرى بوزارة الموارد المائية والري.
ويفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، وهو أكبر مشروع مائي يجرى تنفيذه على نهر النيل، بعد السد العالي، واستغرق تنفيذه 6 سنوات من العمل المتواصل، بمشاركة أكثر من 6 آلاف مهندس وفني وعامل، بتكلفة إجمالية بلغت 6.5 مليار جنيه، بتمويل مشترك من الحكومتين المصرية والألمانية، لتحسين الري في مساحة 1.6 مليون فدان تقع بـ6 محافظات وتضم هويسين ملاحيين ومحطة كهرباء تنتج 32 ميجاوات، وتوفر وقودا بـ100 مليون جنيه سنويا.
وتعد قناطر أسيوط الجديدة، أحد المشروعات القومية الكبرى، التي تهدف إلى تحسين حالة الري لمساحة مليون و650 ألف فدان، وتقع على ترعة الإبراهيمية في 5 محافظات، هي "أسيوط، والمنيا، وبني سويف، والجيزة، والفيوم".
القناطر.. تعتبر أحد أشهر المعالم في مصر، والتي يرجع تاريخها إلى مئات الأعوام، حيث يعود تاريخ إنشاء أولى القناطر الكبرى في مصر إلى عام 1833، في عهد محمد علي باشا وهي القناطر الخيرية الشهيرة، بجانب 7 قناطر قديمة أخرى، وهي: "الدلتا، وأسيوط، وديروط، ونجع حمادي، وإسنا، وإدفينا، وزفتى".
وفي العصر الحديث تمتلك مصر 12 قنطرة على النيل وفرعيه في 7 مواقع و19 قنطرة فم كبرى تتغذى مباشرة من النيل و45 قنطرة حجز كبرى على الرياحات والترع الرئيسية وأهم 10 قناطر أنشئت طبقا للتطور التاريخي بدءًا من عام 1983 وحتى مشروع إنشاء قنطرة فم الرياح العباسي الجديدة عام 2008، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.
وتعتبر قناطر أسيوط القديمة، من أقدم القناطر في مصر، والتي تخرج عن الخدمة الآن بعد 120 عاما من العمل، حيث يرجع إنشائها إلى عام 1898، بينما بدأت في العمل فعليا، عام 1902، ولكن بين عامي 1992 – 1993، ظهرت بها عدد من المشكلات في "فروشات" و"بغال" القناطر، كأمر طبيعي نظرا لكون الخامات التي استخدمت لإنشائها وقتها كانت عبارة عن حجارة ودبش، حيث لم يكن يُعرف وقتها حديد التسليح.
وبدأ تنفيذ أعمال صيانة للقناطر القديمة لتحسين كفاءتها وإعادة تأهيلها في عام 1938؛ لزيادة قوة تحمل اندفاع المياه ومع الوقت استلزم الأمر تجديد عدد من القناطر مثل إسنا ونجع حمادي بين عام 1990 وحتى عام 2008.
وكانت قناطر أسيوط القديمة تتمتع بموقع متميز، إذ كانت تتوسط نهر النيل، وذات شكل جمالي، وبدأ العمل فيها عام 1903، بتكلفة إنشاء وصلت حينها إلى 870 ألف جنيه إسترليني، ومن ثم كانت تعتبر مزارا سياحيا لعدد من الشركات والخبراء الأجانب، لتمتعها بمعمار فريد من نوعه.
تبعد القناطر القديمة عن الجديدة بنحو 400 متر وتتكون من 111 فتحة كل فتحة عرضها 5 أمتار ويوجد بين كل فتحة والأخرى حائط رئيسي بعرض مترين ومن أعمال التطوير الحديثة دعمت القنطرة بتوسيع الكوبري من 5 أمتار إلى 8 أمتار وهو الوضع الحالي كما تم تكسير 20 فتحة من القناطر القديمة من إجمالي 111 فتحة للسماح بعمل مسار ملاحي جديد شرق النيل وستبقى القناطر القديمة كأثر بالمحافظة.